اعتبر رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر طارق الشامي الانتخابات الرئاسية التي ستجري في اليمن اليوم الثلاثاء نقطة تحول في مسار الحياة السياسية في اليمن، متوقعا أن يسير العرس الديمقراطي بهدوء ونجاح، وينقل اليمن من مرحلة الصراعات إلى التوافق والشراكة. وأوضح الشامي أن علي عبدالله صالح سيحضر مراسم نقل السلطة. وإلى نص الحوار: • ما الأهمية التي تكتسبها الانتخابات في ظل عدم وجود منافسين للرئيس التوافقي؟ • الأهمية التي تكتسبها الانتخابات الرئاسية المبكرة بأنها نقطة تحول في مسار الحياة السياسية، وستننقل خلالها من مرحلة الصراعات والمزايدات إلى التوافق والشراكة والمضي في اتجاه إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والتعديلات الدستورية وتطوير نظام الحكم، وعلى قاعدة أن تتحمل القوى السياسية كافة مسؤوليتها تجاه مجتمعنا وأمنه، وبما يغلب مصالحة بلدنا على المصالح الحزبية، كما أنها خطوة طيبة في توافق الجميع على مرشح واحد للانتخابات. • ألا تخشون من فشل الانتخابات في ظل الانفلات الأمني والتهديدات في الجنوب والصراعات الشمال؟ • نحن على ثقة أن الانتخابات الرئاسية لن تفشل بل أنها ستكون ناجحة، فغالبية الشعب مع الأمن والاستقرار وتجاوز الأزمة وما خلفتها، فالنظام الانتخابي الرئاسي هو نظام الدائرة الواحدة وفقا للدستور والتصويت للمرشح سيكون على مستوى الوطن وستكون النتيجة على مستوى اليمن الواحد. • كيف تقرأون مستقبل اليمن وخارطة طريق علي عبدالله صالح بعد الانتخابات؟ • مستقبل اليمن سيكون واعدا في إطار الشراكة والحرص على تعزيزها، وطي صفحة الماضي والنظر إلى المستقبل وتواصل الدعم والمساندة من أشقائنا في دول لخليج والأصدقاء في المجتمع الدولي، لأن المشكلة الجوهرية في بلادنا هي اقتصادية، ونأمل من أشقائنا وأصدقائنا تواصل دعمهم وموقف صادق تجاه أستقرار بلدنا وبما يسهم في تجاوز المعوقات والإشكاليات التي تعيق التقدم فيها. أما ما يتعلق بعلي عبدالله صالح فهو مواطن يمني وزعيم لحزب المؤتمر وسيظل في بلده ليمارس نشاطه بحرية كاملة لأنه قدم الكثير لأبناء شعبه منذ تسلمه زمام الحكم وحتى تسليمه للسلطة، وكان أكثر حرصا على الحوار والوحدة التي تحققت في عهده. • هل سيشارك صالح في الانتخابات وتنصيب نائبه خلفا له أم سيظل خارج البلاد؟ • الرئيس أعلن أنه سيحضر مراسيم نقل السلطة، وسيسلمها بنفسه لنائبه (الرئيس المستقبلي هادي) وسيغادر دار الرئاسة إلى منزله داخل البلاد، والرئيس صالح يعتبر أن تسليمه السلطة بشكل سلمي مكسبا له شخصيا بدرجة أساسية، لأنه من أرسى مبدأ التداول السلمي للسلطة وهو من أوجد التعديلات الدستورية بأن تكون فترة الرئاسية محددة، ودعا في وقت مبكر لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وحضوره ومشاركته في مراسم نقل السلطة أمر بديهي. • لكن ما تصفها بالمكاسب والمنجزات جاءت بعد صراعات ونزيف دماء؟ • طبيعي أنها جاءت بعد صراعات لكن إذا عدت إلى مواقف علي عبدالله صالح تجد أنه منذ بداية الأزمة كان يدعو بشكل مستمر لانتقال سلس وديمقراطي عبر صندوق الإقتراع، وأن تكون الإرادة الشعبية هي الأساس في التغيير وليس الفوضى والتخريب والانقلابات، بل أنه دعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في خطابه في ال22 من مايو 2010م وقبل ظهور هذه الأزمة في بلادنا وقبل بروز ما يسمى بالربيع العربي، كما أنه طالب في بداية الأزمة وبكل وضوح إلى إجراء انتخابات رئاسية والحوار والتعديلات الدستورية وتشكيل الحكومة التي ترأستها المعارضة ولو أننا تعاملنا بجدية مع هذه الأزمة لجنبنا البلاد الكثيرة من الويلات. • وماذا عن مستقبل حزبه المؤتمر في ظل مخلفات الماضي واستحقاقات المرحلة المقبلة؟ • نحن على ثقة أن المؤتمر سيكون أفضل حالا في الفترة المقبلة بعد تخلصه من الرواسب والعناصر التي كانت عبئا عليه، ونحن حاليا بصدد التحضير لعقد المؤتمر الثامن للحزب الذي سيتم فيه انتخاب قيادات جديدة ووضع برنامج جديد وتطوير الآليات التنظيمية فيه، وتوجهنا المستقبلي سيكون في اتجاهين الأول المسار التنظيمي الداخلي والآخر الانتخابي بحيث يكون حزبا له حضوره كما كان في السابق وأفضل. • هل سيظل علي عبدالله صالح رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي؟ • نعم سيظل هو الرئيس لحزب المؤتمر والزعيم له، لأنه أسسه مع أننا سنجري الانتخابات في المؤتمر المقبل، لرئاسة الحزب ولكافة التكوينات التنظيمية وسيطلع من خلالها المجتمع المحلي والدولي على تصورات ورؤى حزبنا المستقبلية سواء في الفترة الانتخابية أو ما بعدها. • لكن هناك أنباء عن ضغوطات على الرئيس للتخلي عن العمل السياسي عقب الانتخابات؟ • هذا غير مطروح على الإطلاق وليس من حق أحد أن يمارس ضغوطات سواء على الرئيس أو أي مواطن آخر ويمنعه من ممارسة عمله السياسي بحرية، ولا اعتقد أن هناك من يفكر بهذه الطريقة مطلقا.