قياديان في تكتل أحزاب «اللقاء المشترك» في اليمن يتفقان على بقاء حزب علي عبدالله صالح في المعادلة السياسية بعد رحيله عن الرئاسة، ويختلفان على تصور مستقبل اليمن، وتقويم دور «المشترك» في الشراكة الوطنية في مرحلة «التوافق» السياسي، وتوصيف حركة «الحوثيين»، وتنظيم «القاعدة» في اليمن. مواقف القياديين في أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في تكتل «اللقاء المشترك»، حسن زيد الأمين العام ل«حزب الحق» (الذي يغلب عليه الطابع الشيعي الزيدي)، ومحمد قحطان عضو الهيئة العليا لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» (الذي يغلب عليه الطابع الإسلامي المعتدل)، تثير الجدال في الأوساط السياسية والإعلامية في اليمن. وهما شخصيتان محببتان لرجال الصحافة ووسائل الإعلام المحلية والدولية بسبب ما يدليان به من معلومات ومواقف تحدث نوعاً من الحراك في المياه الراكدة أحياناً، وتعكرها في أحايين كثيرة. ومنذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح، والمطالبة برحيله مطلع العام الماضي، وما شهدته السنوات الأخيرة قبلها من أزمة متلاحقة بين حكم الرئيس صالح وحزبه الحاكم «المؤتمر الشعبي العام» من جهة، وأحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك» من جهة مقابلة، كان زيد وقحطان بين أبرز الوجوه المناهضة لحكم صالح عبر تصريحاتهما، ومواقفهما التي لم تخل من قسوة ومبالغة، وإن كانت تصب في إطار الخطاب المعارض. وفي الأسابيع الأخيرة برز زيد صوتاً ينتقد بعض سياسات ومواقف تحالف «المشترك»، ويحمّله مسؤولية العجز عن ممارسة الشراكة السياسية بين أطرافه ومع الآخر، وهو ينتقد تعاطيه مع قضايا مثل حركة «الحوثيين»، ومحاولة حزب الإصلاح (الذي يعتبر المتزعم لهذا التحالف) إقصاء «الحوثيين» من المعادلة الوطنية، وتذمره من توسع نفوذهم في ساحات الإحتجاجات، وفي محافظات لا تدين بالمذهب الزيدي (الشيعي) على خلفية الصراع الأزلي بين حركات الإسلام السياسي السلفية، و»الأخوان المسلمين» في مقدمها، والحركات الإسلامية ذات الطابع المذهبي «الشيعية» والذي أمتد في اليمن سنوات طويلة خاض فيها الطرفان صراعاً على النفوذ في مناطق القبائل. غير أن توافقهما على مواجهة نظام الرئيس صالح والعمل على إسقاطه في السنوات العشر الأخيرة رداً على تكريس النظام إقصاء خصومه ومعارضيه وإضعافهم، دفع بهما، إلى جانب أحزاب يسارية وليبرالية وقومية، نحو الإنخراط في تحالف بات يطلق عليه منذ نحو عشر سنوات «اللقاء المشترك». واليوم ربما تغيرت الحال وبدأت مؤشرات تباين بين أطراف هذا التحالف عشية رحيل صالح عن السلطة، وإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة الشهر المقبل، ودخول اليمن مرحلة جديدة من التغيير الذي فرضته الأزمة الراهنة والمتمثل في إتفاق التسوية السياسية بين الحكم والمعارضة وفقاً للمبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، وفي ضوء قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2014 الذي ألزم كل الأطراف بالوفاق على نقل السلطة سلمياً في اليمن، وتلك التباينات ربما ما زالت في إطار السيطرة ولم تتجاوز الأهداف المشتركة لجميع أطراف تكتل «المشترك». الحوار مع زيد وقحطان يلخص بعض ما يختلف عليه طرفان، وكثيراً مما يتفق عليه جميع الأطراف في تحالف «المشترك». الأمين العام ل«حزب الحق» حسن زيد: حروب صعدة مذهبية ولا أجندة لإيران عضو الهيئة العليا ل«التجمع اليمني للإصلاح» محمد قحطان: لا نريد الانفراد بالسلطة ونطالب بدولة مدنية «أسّسَها الإسلام