اعتبر العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن سلطان البركاني أن حل الأزمة اليمنية يكمن في إجراء انتخابات مبكرة، مؤكدا أن الانتخابات المبكرة المخرج الآمن والضمان لجميع الأطراف بإنهاء حالة الاحتقان ووقف نزيف الدم. وأكد البركاني في حوار أجرته «عكاظ» أن الحزب الحاكم جاهز لخوض الانتخابات المبكرة، مشيرا إلى أن نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي مرشحهم للانتخابات الرئاسية المقبلة. وشكك في احترام المعارضة لالتزاماتها خاصة فيما يتعلق بتنفيذ المبادرة الخليجية. وأوضح أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الوحيد القادر على إيقاف حالة التدهور وإنهاء الأزمة في اليمن. وكشف عن أن نتائج التحقيق في حادثة تفجير مسجد دار الرئاسة في صنعاء ستعلن خلال أسبوعين. وهنا نص الحوار: • بداية كيف ترون آفاق الحل السياسي لأزمة اليمن بعد تفويض الرئيس صالح اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم إيجاد حل مناسب؟ أرى أن الانتخابات المبكرة هي المخرج والضمان للجميع، ومخرج كريم للرئيس صالح وبقاء للديمقراطية، فلقد أعطى الرئيس تفويضا للجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي للجلوس مع المعارضة ومجلس التعاون الخليجي والسفراء والأصدقاء لإعداد الآلية الخاصة بالمبادرة الخليجية. وهذا هو الشيء الذي نعمل عليه حاليا داخل الحزب لبلورة رؤية للحل. ونتواصل مع كافة الأطراف معارضة ووسطاء للجلوس لإعداد الآلية والوقوف على المشروع الذي قدمه موفد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر والمتضمن كثيرا من الآليات الخاصة بالمبادرة. ولدينا قناعة بإجراء انتخابات مبكرة ونقل السلطة بدلا من التأجيل. ونحن نعتبر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الوحيد القادر على إيقاف حالة التدهور وإنهاء الأزمة في اليمن، ونعول على دوره في إزاله أسباب التوتر وإرساء الأمن والسلام في اليمن . • كيف تطالبون الآخرين بإنقاذكم من الأزمة وأنتم لم تبدوا نية جادة لحلها؟ الكل مجمع ومتمسك بمبادئ المبادرة الخليجية، وهي العلاج الناجع، لكن هناك اختلاف في الرؤى حولها، ولهذا أتمنى من أمين عام مجلس التعاون الخليجي ألا يتمترس حول توقيع الرئيس اليمني ثم يتحدث عن الآلية، ويجب عليه أن يتقدم خطوة من هنا وخطوة من هناك، وأن يقدم آلية أو يطلب من كل طرف أن يقدم آلية ليتم الاتفاق مع الكل على آلية واضحة خاصة أن الرئيس قدم كل ما هو مطلوب منه في خطاب العيد. ونحن جاهزون لإجراء انتخابات مبكرة. • لكن المعارضة ترى أن الوضع الراهن لا يحتمل إجراء انتخابات مبكرة ؟ كيف يتم إلغاء دور الناخبين في نقل للسلطة، خاصة أنه لا يوجد نص دستوري يتحدث عن نقل للسلطة، وإنما يفوض الرئيس بعض صلاحياته لنائبه ولفترة محدودة. • هل يعني ذلك أنكم تمانعون في نقل السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ؟ نحن لا نمانع، لكننا لا نريد أن ننقل السلطة إلى نائب الرئيس ثم يقال لنا إنه ليس له إلا شهرين فقط. فالنص الدستوري يشير إلى أن فترة تولي نائب الرئيس للسلطة لا تزيد على 60 يوما. ونائب الرئيس هو مرشحنا للانتخابات الرئاسية المقبلة. ونريد أن نسلمه السلطة عبر انتخابات رسمية. ولو أننا نثق أن المعارضة ستحترم التزاماتها وتفويض نائب الرئيس حتى عام 2013م لنقلنا السلطة إليه الآن . • إذا ما الحل في رأيكم؟ أعتقد أن أفضل حل هو الانتقال إلى انتخابات مبكرة بحيث يفوض الرئيس نائبه بالإشراف على الحوارات، وأن تكون آلية التفويض غير قابلة للنقض، ويقوم بالتهيئة لهذا الاستحقاق الديمقراطي المبكر كونه الحل الطبيعي للأزمة التي تزداد تعقيدا يوما بعد آخر . • هل يعني أن الرئيس صالح بتفويضه لحزبه لا يريد السلطة، ولن يعود للبلاد؟ الرئيس مقتنع أن الشعب هو صاحب الحق في انتخاب رئيس له، وهو سيسلم له السلطة، ولن يترشح ولن يورث، لكنه سيعود وسيظل رئيسا إلى أن يتم إجراء الانتخابات لينقل السلطة للرئيس المنتخب بشكل ديمقراطي وسلس. وقرار الأطباء هو الأصل ولا يستطيع أحد منعه في الداخل أو الخارج من العودة، فهو رئيس لليمن وسيعود إلى اليمن متى شاء. • تقصد أنه لا يتعرض لضغوط خارجية في هذا الصدد؟ لا نقبل الحديث في هذا الجانب أبدا «لا من قريب ولا من بعيد»، ولا توجد أية ضغوط على الرئيس. • هل قدمت لكم آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية أثناء زيارتكم للرياض في رمضان الماضي؟ لا، لم تقدم لنا أية آلية ولذا أنا لدي «عتب المحب» على الدكتور عبداللطيف الزياني، وأقول له لم لا تقدم مشروع الآلية للأطراف طالما أن حزب المؤتمر الشعبي وأحزاب اللقاء المشترك وقعوا على المبادرة، خاصة أن الرئيس كلف المؤتمر بالعكوف مع مجلس التعاون والوسطاء لإعداد الآلية. • يدور جدل حول سبب تأخير إعلان نتائج حادثة تفجير مسجد دار الرئاسة، فما رأيكم؟ ستعلن خلال الأسبوعين المقبلين نتائج التحقيق حول الحادثة، والذين وراءها. وهناك بعض أطراف الأزمة ضالعون بشكل كبير في التفجير الذي وقع في الثالث من يونيو الماضي. • ألا تخشون من تحول اليمن إلى ليبيا أخرى؟ لا يمكن أن يحدث هذا في اليمن فالرئيس صالح له مؤيدون كثر، ولا يمكن بانشقاق علي محسن أو غيره أن ينهار المؤتمر الشعبي ويسقط النظام، ولو أن المعارضة تمتلك 50 % مما يمتلك حزب المؤتمر والرئيس علي صالح لكنا غادرنا السلطة.