يقول المختصون، إن للألوان تأثيرا ولا نشكك أبدا في ذلك، وفي حياتنا أشكال وألوان من العادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان كاللون الأسود في عباءات السيدات!، وما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع هو ما سمعته صدفة من أحدهم حين قال وبالفم (المليان) إن فتيات هذا الجيل طائشات ولا يحترمن العادات والتقاليد، وكان يقصد بالطبع حينها ألوان العباءات الخاصة بالفتيات، لا أخفيكم سرا أن وجهي تلون كقوس الرحمان (علمني والدي أن لا أقول قوس قزح !). ما علينا، نعود لصاحبنا ذي العبارة الغريبة، فالناصح الأمين الذي أطلق هذه التهمة على فتيات صغيرات يعايشن الواقع ويتعايشن مع عصرهن لا يعي أن لون العباءة السوداء ليس حكما نافذا أقرته شريعة أو ذكر في قرآن أو تواترناه من الأحاديث، بل هو حصاد عادات وتقاليد لا أكثر، فلم نضيق واسعا؟. كنت ولا أزال أقول بأن العفة والحشمة ليست في لون العباءة بل في كيفيتها، فكم منهن من ترتدي عباءة بلونٍ غير الأسود ويكون ساترا محتشما يعكس وقارا وعفة، فلون العباءة لا يكون مؤشرا على ضلال فتاة ولا سواد عباءتها دليل صلاحها وعفتها، وبالمناسبة أحيي كل فتاة وسيدة تسدل خمارها على مفاتنها فتكون كمن اتخذ درهم وقاية لنظرة شيطان إنس تعود على الغواية. بقي أن نقول شيئا مؤلما، وهو أن البعض يتندر على سواد العباءة وذلك يعكس ضيق الأفق عند البعض حتى حين التندر أو استخفاف الدم، فاللون الأسود لون الفخامة عند البعض والشعر الأسود عند البعض الآخر جمال وميزة للنواعم، ويقول أحد الشعراء الهائمين على وجوههم من كثرة الحب حين خاطب زوجته قائلا: أكره كل أنواع السواد، إلا سواد عينيك! ويقول آخر وهو من مناصري حقوق المرأة: مسكينة هي المرأة نصفها بالملكة ثم نوشحها بالسواد وكيف بالملكة أن تكون تحت رحمة (سواق) ولعل قائل هذه العبارة بل وأجزم أنه من مطالبي السماح للمرأة بالقيادة، خلاصة القول غيروا الألوان وكفاية سواد.