أكد قائد الجناح العسكري في حزب العمال الكردستاني مراد قرايلان أن تركيا تروج عبر وسائل الإعلام أن ثمة تحالفا بين النظام السوري وحزب العمال الكردستاني، معتبرا هذا الترويج كذبة اخترقت وسائل الإعلام العربية. وقال في أول حوار له مع صحيفة سعودية ل «عكاظ» أن الحزب الكردستاني (PKK) جاهز لحماية الشعب الكردي في سورية، إذا تعرض للخطر، نافيا وجود عناصر من الحزب على الأراضي السورية. ودعا قرايلان أكراد سورية إلى مساندة الثورة من أجل دولة ديمقراطية جديدة.. وإلى نص الحديث: • هناك أوساط تركية وكردية تعتبر سورية ساحة صراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، ماذا تقول؟ سورية ليست ساحة صراع ومواجهة بيننا وبين تركيا، وقبل كل شيء لا توجد لنا قوات في سورية. الدولة التركية تروج لهذه الأكاذيب، فهي تقول بأن سورية وإيران ليستا ديمقراطيتين وحزب العمال الكردستاني تحالف معهم أيضاً. وفي العام 2003 عقد اتفاق بين تركيا، إيران وسورية ضد حزبنا. • إذا من أي زاوية تبنون موقفكم مما يجري في سورية؟ نقف إلى جانب الشعب السوري في مطالبه الديمقراطية، لكننا لا نقبل التدخل العسكري الأوروبي في هذا البلد، وعلى هذه الثورة أن تلتزم الخيار السلمي ولا تستخدم السلاح بأية طريقة، لأن العنف سيزيد الأمور تعقيداً وانسداداً لأفاق الحل. فالكرد جزء من المعارضة وعليهم توحيد صفوفهم، فهم منقسمون بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق، ونعتقد بأن توحيد صفوفهم شيء مهم للنضال من أجل سورية ديمقراطية وليس من أجل السلطة. • هل ترى المنطقة العازلة التي يطالب بها الوطني السوري تهديدا موجهاً لأكراد سورية؟ إن إقامة منطقة عازلة لا يشكل تهديداً للكرد فقط وإنما للشعب السوري بأكمله أيضا، لماذا؟ لأن تركيا عن طريق حكومة العدالة والتنمية تتحرك وفق فكر وفلسفة مختلفة؛ وعلى هذا الأساس تريد بناء سياساتها في الشرق الأوسط، فتركيا تحاول الاستفادة من هذه المرحلة وإخضاع النظام السوري لها. وهي لا تتدخل بشكل مباشر؛ لكنها تتدخل عبر الضغوط الاقتصادية والسياسية وبأقل درجة من ممارسة الضغوط العسكرية لتحويلها إلى ولاية تابعة لها. • هل تركيا تعمل لإخضاع النظام السوري تحت ولايته؟ في الواقع أن الدولة التركية تحاول إخضاع النظام السوري من جانب والحيلولة دون حصول الكرد على حقوقهم من جانب آخر، لأن القضية الكردية في تركيا هي قضية أساسية. حيث يوجد 20 مليون كردي في تركيا. إذا ما حصل الكرد في سورية البالغ عددهم ثلاثة ملايين على الاعتراف بهويتهم القومية وحقّ التعلم باللغة الأم، سيكون ذاك الاعتراف مصدر خطر وقلق بالنسبة لتركيا، لذا تحاول الضغط على الكرد، وعلى النظام؛ ليخضع لسيطرتها. لذا نقول بأن مطلب المنطقة العازلة غير صحيح ليس للأكراد فقط إنما للشعب السوري أيضا، فهو يشكل مصدر خطر لمستقبل الشعب العربي. رغم ذلك إذا أرادت بعض أطراف المعارضة قبول المنطقة العازلة فأعتقد بأن الشعب الكردي لن يقف معهم وستشهد سورية المزيد من التناحر والتجزئة. • بعيداً عن التقارير المتداولة إعلاميا هل حاولت القيادة السورية الاتصال بكم؟ منذ ما يقارب ستة أشهر النظام السوري يتعاطى مع الكرد بشكل مرن مستبعدا العنف تجاههم، وهذا يعد بمثابة مؤشر ورسالة مفادها بأنه لا يستهدف الكرد. هذه هي سياسة النظام، وأيا كانت أهدافه فهي بالنسبة للكرد ليست خطرة، وفيما عدا ذلك لم تقم القيادة السورية بالمبادرة إلى إقامة العلاقات معنا. لماذا؟ لأنها تحت التهديد التركي المباشر، انظروا إلى تصريح وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو قبل أيام والذي عقد مؤتمرا صحفيا خاصا للأوضاع في سورية وقال خلاله «لا أعتقد بأن النظام السوري سيقيم علاقات مع حزب العمال الكردستاني، إذا حدث فهو خطر. وهو بالنسبة إلى سورية يعتبر جنونا»؟ • ينشط في سورية حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب منكم، وهو عضو في هيئة التنسيق الوطني، وهناك انتقادات كبيرة لهذا الحزب من أن تحركه يأتي بتعليمات منكم وليس وفقاً للقراءة الصحيحة للواقع السوري؟ يبدو أنك تتحدث عن حزب PYD، لهذا الحزب رئيس ومجلس يتخذون قراراتهم هناك (في سورية)، وحسب واقع بلادهم. يستندون في نضالهم السياسي إلى أفكار أوجلان. هذا هو الشيء الوحيد المشترك بيننا، مرة أخرى PYD وPKK (حزب العمال الكردستاني) كيانان مستقلان، لديهما علاقات على أساس المساواة (الندية) والتعاون وتبادل الأفكار فيما بينهما وليس على أساس خضوع طرف لآخر، كذلك لحزب العمال علاقات مع أحزاب أخرى أيضا وهذا لا يعني أن كل من له علاقات معنا فهو مرتبط بنا. • أنتم حزب ثوري.. وتخوضون ثورة مستمرة منذ 1984 في تركيا.. لماذا هناك نفس مناهض للثورة السورية في خطاب أنصاركم القياديين في سورية؟ ثوار غرب كردستان (في سورية) حزب الاتحاد الديمقراطي وغيرهم كيف يتحركون، يجب أن يتم سؤالهم هم. لكنني أعلم بأن الكرد هناك يطالبون بالحرية والديمقراطية ويسعون لتحقيق مطالبهم. والكرد ليسوا مع التدخل الخارجي كما أنهم ليسوا مع العنف الممارس من قبل النظام كذلك ليسوا مع بعض أطراف المعارضة التي تستخدم العنف. نحن نريد لسورية التحول إلى بلد ديمقراطي ينال فيه الكرد حقوقهم ويستطيعون إدارة ذاتهم، من خلال إقرار حق التعلم باللغة الأم والثقافة وممارسة السياسة الحرة؛ وإمكانية إدارة الكرد لأنفسهم في مناطقهم بشكل ذاتي. على هذا الأساس ننظر لمستقبل الكرد كجزء من سورية الديمقراطية بكونهم مواطنين متساويين وأحراراً، يجب أن تكون سورية وطناً ديمقراطياً وموحداً وعلى الكرد في «سورية الديمقراطية» أن يقفوا إلى جانب الشعب العربي والشعوب الأخرى وأن يبنوا وطنا ديمقراطيا حرا. • هناك تقارير عن عناصر مسلحة تابعين لحزبكم في سورية.. وأن تحضيرات على أعلى المستويات لمرحلة ما بعد النظام تجري عبر تشكيل لجان حماية الأحياء الكردية؟ قبل كل شيء أود أن أقول بأن دوائر الحرب الخاصة التركية تقوم بتسويق معلومات غير صحيحة. فلا وجود لقواتنا، لا سياسيا ولا عسكريا في سورية، ولا أساس لهذه المعلومات من الصحة. لكننا نؤيد الشعب السوري بكرده وعربه وآشورييه وأرمنه، بأديانه ومذاهبه، ونتمنى لكل السوريين التوفيق والنصر. وبالنسبة للكرد في سورية نحن معهم ونساندهم، ونؤيد مطالبهم، فتحقيق المطالب الكردية وتثبيتها سيؤدي إلى دمقرطة سورية. لكن لا وجود لأي قوة سياسية أو عسكرية لنا في سورية، وهذه معلومات غير صحيحة. • هل تستطيعون تفسير تسويق الدولة التركية لهذه المعلومات ونشرها؟ النظام التركي يقوم بتدريب القوى المسلحة وإرسالها إلى سورية، وللتغطية على موقفها هذا تنشر الأخبار من قبيل أن سورية تستخدم ورقة حزب العمال الكردستاني وتدعمه. ولا أساس من الصحة لهذه الأقاويل. وموقفنا بهذا الخصوص واضح نحن مع مطالب الشعوب؛ ومع الإدارة الذاتية للكرد والديمقراطية لسورية. نحن مع وحدة سورية وتآخي الشعوب. نحن مع أخوة الشعب الكردي والعربي والتركي وباقي شعوب المنطقة، لكننا ضد التدخّل الخارجي.