أكد ل «عكاظ» أمين عام جمعية مراكز الأحياء في جدة المهندس حسن الزهراني أن الجمعية تعمل مع أمانة محافظة جدة لتسليم الحدائق والأراضي المخصصة لبناء المراكز النموذجية في أحياء محافظة جدة، فيما يتولى عدد من الرعاة من القطاع الخاص تمويل بناء تلك المراكز بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مجلس إدارة الجمعية. وقال المهندس الزهراني في حوار شامل ل «عكاظ»: إن مراكز الأحياء تنطلق في ثوب عصري وبخطة استراتيجية جديدة لوثبة اجتماعية، وقد تلقت دعما من عدد من تجار محافظة جدة الراغبين في بناء المراكز النموذجية، وقد تبرع أحدهم بمبلغ 20 مليون ريال لبنائها. وقال المهندس الزهراني: إن خطط مراكز الأحياء تتجه إلى بناء الإنسان، مشيرا إلى أن استراتيجية تحويل الأسر إلى أسر منتجة ودعمها في إيجاد حلول لمشاكلها يحتاج إلى وقت وجهد وتكاتف وتعاضد الجهود، لا سيما أن العمل التطوعي يحتاج إلى دعم كبير وتحويله إلى عمل مؤسساتي منظم، مؤكدا أننا لا نستطيع أن نحل المشكلة حتى لو صرفنا المليارات إلا إذا حولنا الإنسان إلى منتج. وأضاف المهندس الزهراني، أن لدى جمعية مراكز الأحياء ثلاثة محاور ومرتكزات أساسية كأهداف عامة، أولها: الأسرة والمجتمع، وثانيها: البيئة والصحة، وثالثها: الأبناء والبنات. وتنعقد برامج خاصة لخدمة كل محور من هذه المحاور، فعلى سبيل المثال ساهمت مراكز الأحياء في توجيه وتوظيف أكثر من ستة آلاف من الشباب في القطاع الخاص خلال ثلاث سنوات، ونفذ هذا البرنامج مركز حي الصفا في إطار محور الأبناء والبنات، كما وقعت الجمعية عددا من مذكرات التفاهم مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة بهدف تبادل الخبرات والتعاون في تنفيذ برامج منوعة لسكان الأحياء، منها على سبيل المثال برامج التوعية من المخدرات، وبرامج تنظيف الشوارع والكورنيش من المخلفات، برامج تعليم الإسعافات الأولية، برنامج إصلاح ذات البين الذي ساهم في حل الكثير من المشاكل صلحا بعيدا عن مراكز الشرط والمحاكم، بل إن الجمعية ساهمت في سحب شكاوى وإنهاء نزاعات منظورة أمام القضاء وحلها صلحا، وجميع تلك البرامج تنفذ بالتعاون مع الجهات المختصة، كما نظمت ست ورش عمل هادفة ومنوعة خلال الأشهر الثمانية الأخيرة. وأكد المهندس الزهراني، أن جميع البرامج تستهدف سكان جدة من المواطنين والمقيمين، ويتم ترجمة الإعلانات عن تلك المناشط بلغات أخرى مثل الأوردو والإنجليزية، وغير ذلك من اللغات. وكشف المهندس الزهراني، أن التواصل قائم حاليا مع إدارة التربية والتعليم في جدة بهدف الاستفادة من مقار المدارس الحكومية للبنين والبنات، بعد موافقة سمو وزير التربية والتعليم على الاستفادة من هذه المقار لإقامة أنشطة لسكان الأحياء إلى حين اكتمال بناء مقار مراكز الأحياء، وتستهدف المرحلة الأولى اختيار نحو 20 مدرسة بنين وبنات ضمن 100 مدرسة مستهدفة في جدة، لا سيما أن عدد المراكز القائمة حاليا 31 مركزا، في حين أن عدد أحياء جدة يقارب 117 حيا، وهذا يعني أننا بحاجة إلى 90 مركزا جديدا لتغطية كافة الأحياء. وشدد المهندس الزهراني أن أهم ركيزة في المقار أن تكون نموذجية وعلى مساحات جيدة، فيما التنسيق يجري مع أمانة جدة لاستلام نحو 17 موقعا لبناء مراكز الأحياء النموذجية على الحدائق التي تتجاوز خمسة آلاف متر مربع، مضيفا «الكروكيات جاهزة وسلمت لنا» بمتابعة من سمو محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد. وأوضح المهندس الزهراني أن ثمة قضايا لا يوجد تركيز عليها لا في الإعلام ولا في المساجد ولا المدارس ولا المجتمع، مشيرا بذلك إلى المشاركة الاجتماعية وثقافة التطوع التي لم تواز التطور الذي حدث في البلد، حيث كان تركيز الجمعيات منحصرا على الأيتام والأسر وذوي الاحتياجات. وأضاف المهندس الزهراني في هذا السياق بعد لقاء الأمير خالد الفيصل في مكة العام الماضي، تم الاتفاق على أن تركز الجمعية على بناء الإنسان وتنمية المكان والمشاركة المجتمعية، وأن تكون مؤسسة عصرية البناء المؤسسي، تهتم بدراسة الظواهر الاجتماعية والمساعدة في تقديم الحلول، ونعمل الآن على المواءمة بين استراتيجية مراكز الأحياء واستراتيجية منطقة مكةالمكرمة، وفقا لما يريده سمو الأمير خالد الفيصل من منظومة الخطة الاستراتيجية على مستوى المنطقة. وأضاف المهندس الزهراني، أنه عقب انقضاء السنوات السبع الأولى من ولادة جمعية مراكز الأحياء على يد الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله تتأهب اليوم جمعية مراكز الأحياء لوثبة اجتماعية جديدة مدعومة بشكل كبير من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس الجمعية، ومن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، حيث وصلت التبرعات الأخيرة إلى 20 مليون ريال من رجال أعمال، فضلا عن تبرعات دورية ومستمرة لأعضاء مؤسسين، بينهم صالح بن لادن، صالح التركي، محمد عبداللطيف جميل، محمد يوسف ناغي، سعيد باسمح، علي باسمح، عبدالرحمن شربتلي، بكر بن لادن، وغيرهم كثير من رجال الأعمال ممن يدعمون الجمعية، وقد وافق عدد منهم مؤخرا على تحمل نفقات بناء مراكز أحياء في المقار التي تتسلمها الجمعية لاحقا من الأمانة، وستضع الجمعية أسماء هؤلاء على مقار المركز تكريما لعطائهم ودعمهم لمؤسسات المجتمع المدني. وانتقد المهندس الزهراني غياب دور البنوك المحلية وشركات الاتصالات في دعم مسيرة مراكز الأحياء صاحبة الرسالة المهمة في تنمية المجتمع من خلال بناء الإنسان وتنمية المشاركة المجتمعية في البرامج المقدمة للأهالي، واستدرك أن الجمعية تتحمل جزءا من المسؤولية لتقصيرها في التواصل مع تلك الجهات، مؤكدا أن أبواب الجمعية لا تغلق أمام أي جهة وأنها تمد يدها للتعاون مع الجميع. وكشف المهندس الزهراني أن لديهم تصاميم نموذجية كمقار لمراكز الأحياء، ويمكن لأي من الأهالي الاشتراك برسوم رمزية تتحدد لاحقا، ليصبح المشترك له حق الانتفاع بمنشآت المركز، مشيرا إلى أن جدة تحتاج إلى ما يقارب (90) مركزا خلال السنوات العشر القادمة، موضحا أن فكرة إقامة مراكز الأحياء تتلخص في إيجاد موقع يشبه دارا تربوية واجتماعية وترفيهية على مستوى كل حي سكني في المنطقة، تستثمر فيه طاقات الشباب والفتيات ويستفيد منه الساكنون حسب اهتماماتهم ورغباتهم، ويقوم على تشغيله وإدارته نخبة من أهل الحي، وتشرف عليه إدارة مراكز الأحياء بهدف الارتقاء بالمستوى المعيشي والثقافي والاجتماعي لأفراد الحي، وتقديم المساعدة اللازمة لهم من خلال التعاون بين أفراد الحي والإمكانيات المتاحة في القطاع الحكومي والأهلي بالتنسيق مع إدارة هذه المراكز. وأضاف أن فكرة إقامة مراكز الأحياء تهدف إلى تقديم منصة لأهالي الحي لإدارة شؤون حيهم بالتفاعل المباشر مع الجهات الرسمية الأعضاء في المركز، وتفعيل دور تلك الجهات التي تقدم خدمات تمس احتياجات سكان الحي اليومية مثل أمانة محافظة جدة، التعليم، الصحة، الشرطة، العمد، لأداء دورهم تجاه مجتمعهم على الوجه الصحيح، وذلك بدراسة احتياجاتهم وإيجاد البرامج التي تهدف إلى الإصلاح والعمل على حل مشكلاتهم، والعناية بشؤون ذوي الحاجة من الأرامل والأيتام والعجزة والمعاقين وتقديم الخدمات الإرشادية اللازمة لهم، نافيا تغييب الجانب النسائي في تلك المراكز. وقال نبيل نصيف نائب الأمين العام للجمعية: إن الخارطة الذهنية للمحاور الاستراتيجية لجمعية مراكز الأحياء تتركز في خمسة محاور، أولا: تعزيز منظومة قيم المجتمع الرئيسية من خلال التركيز على قيم الصدق والنزاهة والأمانة والإخلاص في العمل، والمسؤولية الاجتماعية والانضباط من خلال الندوات وورش العمل، وتبني نشر ثقافة الحوار والتواصل كمنهج للتعامل بين أفراد المجتمع، ونشر ثقافة العمل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وثانيا: تنمية مهارات الإنسان للوصول إلى مواصفات القوي الأمين، وذلك من خلال تنمية وتطوير الكفاءات والقدرات والمهارات لدى أفراد الحي، وتأهيل قيادات متخصصة في مجال الخدمة الاجتماعية، وتطوير مهارات وكفاءات العاملين في الجمعية ومراكزها، ثالثا: تبني أفضل الممارسات في المجال الاجتماعي والصحي والبيئي، وذلك من خلال المساهمة في رفع المستوى التعليمي والفكري للأسرة في مجال البيئة، ونشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع، وتفعيل المسؤولية الاجتماعية والصحية للقطاعين العام والخاص بالمشاركة الفاعلة مع القطاعات ذات العلاقة، رابعا: تطوير قدرات الجمعية لتكون مؤسسة عصرية وبناء نظام تقني إلكتروني لربط الجمعية والمراكز والجهات ذات العلاقة، وتحديد أنظمة وإجراءات وأدلة عمل الجمعية، وإنشاء مراكز أحياء نموذجية تدار بطريقة الاستثمار الاجتماعي، وإنشاء نظام إدارة علاقات المستفيدين وذلك من خلال تنمية موارد الجمعية. خامسا: الشراكات الاستراتيجية، وذلك من خلال عقد شراكات مع جميع الأطراف ذات العلاقة بالتنمية البشرية، وعقد شراكات للدعم المالي مع القطاع الخاص والنظام العام، والاستفادة من مراكز المعلومات لتحقيق الأهداف، وعقد شراكات مع القطاعات المانحة.