العالم في سباق حميم لامتلاك التقنية سواء على مستوى الدول أو الأفراد، فيما يتطوع منتجو تلك التقنيات لإيصالها للأطفال حيثما كان وتقديمها في قوالب تشويقية لا تقاوم، في ظل حملات دعائية ضخمة تروج لتلك المنتجات التي تخاطب اهتمامات الأطفال كمسلسلات وأفلام الكرتون التي تعج بها الفضائيات المتخصصة، إضافة إلى أجهزة الألعاب الالكترونية الحديثة المدعومة بإمكانية اللعب الجماعي في ما يسمى بتقنية on line. المشكلة في المحتوى الذي يغلب عليه نسق البلاهة والغباء الذي سيؤثر سلبا على سلوك الأطفال وتربيتهم وطريقة تفكيرهم. هذه الأفلام تجعل الطفل دائما ما يفكر بالمستحيلات كالطيران مثل الطيور، أو ارتداء رداء يشبه رداء سوبرمان للطيران. هذا عن الأفلام المتحركة.. أما عن الألعاب الإلكترونية فحدث ولا حرج، فهي تساهم في إنشاء جيل متعطش للعنف، بذريعة (القضاء على الأشرار) كما يصورونها له من خلال ألعاب الحروب والقتال التي يكون فيها المسجد في معظم الألعاب أحد أهداف اللعبة الرئيسية، حيث يعد تدمير المساجد شرطا لتجاوز مراحل اللعبة. في هذه الألعاب أيضا إيصال فكرة (العبث بأمن البلاد) فضلا عن تصوير جرائم السرقة والعبث بالممتلكات والاغتصاب على أنه بطولة وشجاعة وترفيه. ووصلت الجرأة بشركة إنتاج واحدة من أشهر الألعاب إلى درجة تحديد أهداف معادية داخل مدرسة متوسطة كتب عليها باللغة العربية «مدرسة تبوك المتوسطة»، ولا بد من تدمير المدرسة وقتل من فيها حتى يتخطى اللاعب إلى مرحلة جديدة تحت عنوان نداء الواجب. إذن نحن كمجتمع وأفراد أمام مسؤولية إخضاع ما يتدفق علينا من تقنيات للتمحيص والتدقيق قدر الإمكان، والوقوف بحزم أمام كل ما يمكن أن ينعكس سلبا على سلوك ونفسيات أبنائنا. سالم عبدالمجيد البيض