مع تطورات العصر الحديث، ولكون التقنية قد اعتلت عرش التطورات أصبح الكل يسعى لامتلاكها؛ لكونها قد شملت كل مجالات الحياة، فاستفاد منها الأطباء، والمهندسون، وغيرهم في مجال أعمالهم. والملاحظ أن التقنية وصلت إلى عقول الأطفال فاستقبلوها أحسن استقبال، ورحبوا بها أشد ترحاب، وأمثلة على ذلك التلفاز، والبلايستيشن الذي لا تكاد تجد طفلاً إلاّ وفي بيته هذان الجهازان التقنيان؛ لأنهم وجدوا فيه ما يُخاطب عقولهم، كالرسوم المتحركة (أفلام الكرتون)، والألعاب الإلكترونية الموجودة في البلايستيشن. لكن الناظر فيمن ينتج هذه الألعاب ينتجها لتعليم أبنائنا المشاكسة، ولتبليدهم ذهنيًّا.. والدليل على ذلك ما نراه في أفلام الكارتون التي ما إن ينتهي فيلم حتى يأتي آخر على نسق من البلاهة والغباء نفسه، الذي يُراد زرعه في عقول أبنائنا لكي تتحجر وتعجز عن التفكير الإيجابي الذي يقود مجتمعاتنا إلى الرقي والتقدم. هذه الأفلام تجعل الطفل دائمًا ما يُفكِّر بالمستحيلات كالطيران مثل الطيور، ارتداء رداء يشبه رداء سوبرمان للطيران، ولا تنسَ ما في هذه الأفلام من مخالفات لديننا وقيمنا وأخلاقنا، كتربية الكلاب، والرقص، وغيرها... وكل هذا لا ينسب لقيمنا وأخلاقنا، ناهيك عن ما يحصل في هذه الأفلام ممّا يخالف عقيدتنا. هذا عن الأفلام المتحركة.. أمّا عن الألعاب الإلكترونية فحدّث ولا حرج، فهي تساهم في إنشاء جيلٍ إرهابيٍّ متعطشٍ للدماء.. لا يفكر إلاّ في القتل بذريعة (القضاء على الأشرار) كما يصورونها له من خلال ألعاب الحروب والقتال، والتي أيضًا رصد فيها محاربة الإسلام من خلال تدمير المساجد في هذه الألعاب، وهذا دليل واضح على أن منتجي هذه الألعاب يكنون الحقد الدفين للإسلام والمسلمين. وممّا في هذه الألعاب أيضًا إيصال فكرة (العبث بأمن واستقرار الشارع) بواسطة ألعاب قتال الشوارع التي من خلالها يتعلَّم الطفل كيف يسفك الدماء، ويسرق الناس وغيرها من الأفكار التي توصل فكرة العبث بالأمن والاستقرار للأطفال الذين تتغلغل في نفوسهم هذه الأفكار ليصبحوا فيما بعد أداة عبث بأمن المجتمعات واستقرارها. إذن يجب على كل المجتمعات أن تدرك هذا الخطر، وتعمل في التصدي له من خلال توعية المجتمع بشر هذه الأفلام والألعاب أولاً.. والقيام بتوفير أفلام وألعاب بديلة عن هذه توصل أفكار إلى الأطفال تساهم في حفظ أمن المجتمعات وتنميتها، وتساهم أيضًا بالرقي بمستواهم العقلي كتعليمهم الهندسة والاختراع.. لكي يصبحوا فيما بعد أداة رقي بمجتمعاتهم.. لنكون بذلك قد تصدينا لغزو فكري إلكتروني يروح ضحيته أطفالنا الأبرياء.