أكدت دراستان أمريكيتان في مجلة "سايكولوجيكل ساينس" أن ألعاب الفيديو والأفلام العنيفة تؤدي إلى انعدام الإحساس بآلام ومعاناة الآخرين، وأظهرت الدراستان بحسب ما نشرته "الاقتصادية" يوم السبت 26 صفر 1430ه. الموافق 21 شباط (فبراير) 2009 العدد (5612) بعنوان:" ألعاب الفيديو العنيفة تؤدي إلى انعدام الإحساس بآلام الآخرين", أن التعرض إلى وسائل إعلام عنيفة يمكن أن يخفض الإحساس بالإيثار وحب الغير. \ونظراً لأن ألعاب الفيديو والإنترنت أصبحت من الألعاب التي يمارسها عدد كبير من أطفالنا وأبنائنا، بل كبارنا في كثير من الأحيان، وانطلاقاً من اهتمامي بالجانب التربوي أقدم هذه الرؤية عن ألعاب الفيديو والإنترنت. أولاً: الأضرار التربوية والأخلاقية لألعاب الفيديو والإنترنت (1) التربية على العنف: هناك كثير من ألعاب الفيديو والإنترنت يقوم فيها بطل اللعبة بالقتل والتخريب والسرقة وإيذاء الآخرين حتى يصبح فائزاً، ثم تأتي صيحات وأشكال تشجيعية لفوزه وقيامه بالأعمال التدميرية، وأكدت الدراسات أن إدمان الأطفال مشاهدة هذه الألعاب وممارستها يولد فيهم العدوانية وحب العنف والمغامرات والسرقة وإيذاء الآخرين. (2) التأخر الدراسي: أطفالنا وأبناؤنا الذين يمارسون هذه الألعاب لساعات طويلة يتكاسلون عن أداء واجباتهم المدرسية ومراجعة دروسهم اليومية. (3) الانطوائية والعزلة: ينتج عن جلوس أطفالنا أمام هذه الألعاب مدة طويلة عدم رغبتهم في مجالسة الآخرين، والكسل والخمول وقلة الحركة، ما ينتج عنه عدم مشاركتهم في الأنشطة الطلابية والمناسبات الاجتماعية والعائلية. (4) ألفة المناظر المخلة بالآداب: يشاهد أطفالنا وأبناؤنا في هذه الألعاب كثيراً من المناظر التي لا تليق بأخلاقنا وعاداتنا وتتنافى مع تعاليم ديننا. (5) سرعة الغضب: الغضب وسرعته من الأخلاق التي حذّر منها الإسلام، فقد أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب فقال:"لا تغضب ثلاثاً"، وفي ألعاب البلاي ستيشن يحدث تنافس شديد بين اللاعبين وأحياناً بين اللاعب وحده والمقابل له في اللعبة، ما يؤدي إلى سرعة الغضب. (6) ضياع الأوقات: يجلس الأطفال والأبناء أمام هذه الألعاب ما يزيد على خمس ساعات يوميا في أيام العام الدراسي، أما في أيام العطل والإجازات فحدث ولا حرج، فتؤخر الصلوات عن وقتها بل قد تضيع أحياناً. (7) التقليد الأعمى: حيث جبل الأطفال على التقليد دون تميز بين الصواب والخطأ، وعندما يرون ما يعجبهم في هذه الألعاب حسنا أو قبحا فإنهم يحبون تقليده ومشابهته. (8) الإدمان: وهو من أكثر الآثار خطورة!: فعندما يدمن الأطفال ممارسة هذه الألعاب ومشاهدتها فإنه من الصعوبة أن يبتعد عنها أو يقلل من استخدامها. ثانياً: الرؤية التربوية لتوجيه ألعاب الفيديو والإنترنت أصبحت ألعاب الفيديو والإنترنت من وسائل التسلية والترفيه التي انتشرت وعمت بها البلوى وأصبحت تتطور يوماً بعد يوم، لذا أصبح من الضرورة تقديم رؤية تربوية لتوجيه هذه الألعاب لتلافي سلبياتها أو التقليل منها: (1) أن يبذل المهتمون في بلادنا في مجال تقنية الألعاب المختلفة والحريصون على مستقبل أطفالنا جهوداً متواصلة من أجل بناء وتصميم ألعاب تتناسب وقيم وعادات المجتمعات الإسلامية. (2) أن يضع المتخصصون لهذه الألعاب أهدافاً تربوية أخرى غير التسلية والمتعة، مثل: تنمية المهارات اللغوية (العربية والإنجليزية) والمهارات الرياضية (الحسابية) والمعلومات الثقافية وغيرها. (3) أن تتضمن هذه الألعاب توجيهات إسلامية وتربوية في بداية كل لعبة، مثل: التأكيد على أهمية الصلاة في وقتها، وطاعة الوالدين، وعدم الاقتراب من الشاشة، والجلوس جلسة صحية، وأن يكون اللعب في أوقات الفراغ وغيرها. أخيراً: هذه رؤية تربوية عن أضرار ألعاب الفيديو والإنترنت وأعتقد أن عديدا من التربويين يشاركونني هذه الرؤية، وهناك من لديهم رؤى أخرى. ولكن لنتذكر أننا مسؤولون أمام الله عن أطفال مملكتنا الغالية وأمتنا الإسلامية، وذلك بتقديم الأفكار والبرامج التي تسهم في مصلحتهم ونبوغهم، وحمايتهم من كل ما يلوث فطرتهم ويخدش أخلاقهم. المصدر: http://www.aleqt.com/2009/02/28/article_200208.html حمد بن عبدالله القميزي