قضى أكثر من 400 شخص من مختلف الجنسيات الأوروبية يوماً مفتوحاً في مزرعة ابن عاصي في مدينة تبوك، وسجلوا إعجابهم بالعادات والتقاليد وما رصدوه من مشاهد ومواقف، وبينوا أن الصداقات في المملكة مقدرة، مثمنين القيمة الاجتماعية التي تحظى بها العائلات والأسر في المملكة. «عكاظ الشباب» عاشت الأجواء الجميلة مع العائلات الأوروبية داخل المزرعة، ورصدت بالقلم والعدسة البرنامج الذي نفذته الشركة البريطانية على مدار ثماني ساعات متواصلة، وخرجت بهذا التقرير: اليوم هو الجمعة، الموعد 1 ظهراً، المكان، دمج في مزرعة إبراهيم ابن عاصي التي أعدت للبرنامج منذ وقت مبكر، حيث تم تقسيم المزرعة إلى عدة أجزاء، فجزء يحتوي على المعرض التراثي وفيه عدد من الأدوات التراثية القديمة مثل العملات النادرة والتحف والأدوات التي كان يستخدمها العرب منذ القدم، وجزء آخر فيه اسطبل الخيل والإبل، بالإضافة إلى معرض للسيارات القديمة، والخيمة الشعبية. دينيس وكارن وحب الخيل دينيس مقاون من بريطانيا، تأتي بشكل شبه يومي للاسطبل للالتقاء بخيلها الذي أطلقت عليه اسم «رادع»، وروت دينيس قصة عشقها للخيل حيث تقول «الخيل جزء من حياتي، أعشق الخيل منذ أن كنت صغيرة، ففي العاصمة البريطانية لندن لدي عدة خيول أهتم بها وأحبها وأعتبرها جزءا من حياتي». وبينت دينيس أنها تهتم بمشاهدة سباقات الخيل ولديها خيل يسمى «رائد»، وهو مشارك الآن في أحد السباقات في منطقة حائل، وتضيف دينيس أنها متابعة جيدة لسباقات الخيل عبر التلفاز، ومن خلال وسائل الإعلام العالمية. وعن الفرق بين الخيل في المملكة وبريطانيا تقول دينيس «الطبيعة في بريطانيا أفضل من المملكة الأمر الذي يجعل الخيل تجري حرة في الطبيعة ما يجعل صحتها أفضل من هنا في المملكة»، وبينت دينيس أن أصحاب الخيل في المملكة يهتمون بالخيل للاستعراض بها أكثر من اهتمامهم بها كرمز أصيل. أما الأسترالية كارن رتشند فتقول «أنا سعيدة هذا اليوم بمشاهدة خيلي (نساب)، أحب الخيل وأحب السباقات، أزور اسطبل ابن عاصي في الأسبوع ثلاثة أيام، إنه اسطبل جميل»، وأضافت كارن أنها تحب الخيل منذ صغرها. وعن الاختلاف بين جودة الخيل في المملكة عنها في بريطانيا فتقول كارن «نحن في بريطانيا نهتم بتغذية الخيل بشكل كبير، وهنالك تنوع في الأغذية المقدمة لها، أما هنا فلا يوجد سوى غذاء واحد فقط»، وتضيف كارن أن الطبيعة في بريطانيا تجعل صحة الخيل أفضل منها في المملكة التي تعتبر منطقة صحراوية. سارة والرأفة بالحيوان سارة بريطانية تأتي أيضا بشكل شبه يومي للاسطبل، ولا تأتي إلا وهي حاملة معها كيساً من التفاح لتطعم الحيوانات في المزرعة. ويقول إبراهيم بن عاصي «سارة تحب الحيوانات ولا أتذكر أنها قدمت إلى المزرعة إلا وهي تحمل معها طعاماً للحيوانات»، مضيفاً «أغلب الحيوانات تعرف جيداً من هي سارة من خلال الألفة بينهم». مناطق سياحية غير مستثمرة يقول هيف مقاون من بريطانيا والذي عاش في المملكة أكثر من 22 عاماً، إن هنالك مناطق سياحية عالمية في المملكة غير مستغلة، ويضيف «الشواطئ في المملكة جميلة جداً، يجب استغلالها جيداً لرفع مستوى السياحة». أما ميك أوتون من بريطانيا فيقول «تعجبني المناطق السياحية في المملكة فالطبيعة التراثية هنا جميلة، والشواطئ رائعة وخلابة، والشعب السعودي كريم». السيد ماندي من بريطانيا أبدى إعجابه الشديد كذلك بما شاهده في الاسطبل، من أصالة الشعب السعودي من خلال الأدوات التراثية في المعرض، والخيول والإبل، وأضاف أن هذا التراث يعد كنزاً كبيراً يفتخر به المواطن السعودي، مبيناً أنه يعيش هذا اليوم لحظات سعيدة. أما مانيو من بريطانيا فتقول «أنا سعيدة مع إخوتي وأشقائي من المملكة، أحب الإبل وأحب الخيل وأحب الطبيعة، رصدت بعدستي ما شاهدته، إنه شيء جميل». أما روث من بريطانيا فبين أن له ستة أشهر في منطقة تبوك، مضيفاً أنه تعرف على عدة مناطق سياحية فيها، وأكثر ما أعجب به هو التراث السعودي الأصيل. تبادل للثقافات نائب رئيس الشركة كيث من بريطانيا يقول إنه أتى من العاصمة الرياض «لتقييم برنامج الشركة المفتوح والوقوف على نجاحه، وما شاهدته من خلال جولتي شيء رائع ومميز، والدليل ما لمسته من سعادة وسرور من قبل الصغار والكبار وأهاليهم». وبين كيث أن برنامج اليوم المفتوح يأتي في إطار حرص الشركة على تبادل الثقافات والابتعاد عن الأجواء الرسمية وضغط العمل، مضيفاً أن العلاقات الاجتماعية شيء مهم في حياة كل شخص، مبديا إعجابه بالعلاقات الاجتماعية من قبل المواطن السعودي، واحترام العادات والتقاليد، مضيفاً أن في المملكة فرصا للاستثمار السياحي غير مستغلة بالشكل المطلوب. احتساء القهوة العربية رغم ما وفره العاملون في مزرعة ابن عاصي من مشروبات من عصائر وقهوة تركية للضيوف، إلا أن الكثير منهم فضل احتساء القهوة العربية الأصيلة في الخيمة الشعبية. يقول دانس «القهوة العربية لذيذة جداً أنا أحبها وأحتسيها مع أصدقائي في المملكة كثيراً». مشاهدات • بدأ البرنامج الساعة 1 ظهراً وانتهى الساعة 10 مساء. • حرص الأوروبيون على التقاط الصور التذكارية بشكل كبير. • أبدى الأوروبيون إعجابهم بماء زمزم. • الخيمة الشعبية جذبت العائلات بشكل كبير. • تناول الجميع طعام العشاء بعد صلاة المغرب. • نظمت المزرعة برنامج مسابقات ثقافية للضيوف.