لم نتخلص من الأمية الأساسية وهي أمية القراءة والكتابة في الكثير من بلداننا حتى تراكمت علينا أميات من نوع آخر، فهناك اليوم أمية اللغة الأحادية أي الذي لا يتكلم إلا لغة واحدة ولا يجيد غيرها. وهناك أمية التفكير أي عدم القدرة على التفكير السليم والمنطقي الذي يقود إلى النظر للأمور من زوايا مختلفة ووضع الأشياء في موضعها بعد التفحص والتدبر. وهناك أمية الحاسب الآلي والتقنية وهي عدم المقدرة على استخدام الحاسب الآلي وأمور التقنية. آخر ما قرأت عن هذه الأميات ما يسمى بالأمية العاطفية، يقول أحد الكتاب عن هذه الأمية: العواطف يختلف الشعور بها، فبعض الناس لديه أمية عاطفية، فقد يشعر ببعض الأحاسيس في جسده عند تحرك عاطفته، دون أن يدرك صفة العاطفة نفسها، فيشعر بتسارع دقات قلبه وتقارب وتيرة أنفاسه لكنه لا يدرك أنه خائف أو مكتئب. وفي موضع آخر يقول: أمام ضغوط الحياة المعاصرة، فقد كثير من الناس وهج العاطفة والإحساس بالجمال، وتبلدت عندهم المشاعر، وفقدوا الأحاسيس الإنسانية والتفاؤل والإنشراح، ولم يعد للشجن عندهم مكان ولاللبوح الجميل مجال وصاروا كالآلات، فأصبحت تصرفاتهم تغلب عليها الآلية وغابت عنها العاطفة. ويقول آخر: الغباء العاطفي هو أن تمارس الحب فيمن لايستحقه على حساب من يستحق لتعطيه فوق ما يستحق ظنا منك أنه يستحق ثم تأتي نادما لأنك أحرقت مشاعرك. علي موسى هوساوي مكةالمكرمة مدرب معتمد في التنمية البشرية والمهارات