فشل المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في إعلان تأهله للتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم، بتعادله سلبا مع نظيره العماني البارحة على ستاد الملك فهد الدولي في الرياض، ضمن الجولة الخامسة من تصفيات المرحلة الثالثة. وأصبح رصيد المنتخب السعودي ست نقاط مقابل خمس لعمان، وأربع لتايلاند، فيما حسمت أستراليا تأهلها للدور النهائي بتغلبها على تايلاند 1/0 رافعة رصيدها إلى 12 نقطة. وفشل لاعبو الأخضر في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، وعجز النجوم الذين ظهروا تائهين على مدار 90 دقيقة عن هز شباك الحارس العماني علي الحبسي، مما كشف مدى المعاناة في جميع الخطوط، لا سيما بعد أن ساهم الهولندي ريكارد في تعطيل الجهة اليمنى والتركيز على الجهة اليسرى في محاولة صناعة اللعب، إلا أن السلبية المطلقة التي كان عليه الزوري والشمراني أحبطت كل المحاولات للاعبي المنتخب أمام عمان المنظم الذي عرف كيف يتعامل مع المباراة بواقعية ليضع المنتخب السعودي نفسه في مأزق أستراليا في الجولة الأخيرة. لم يظهر الشوط الأول بالمستوى المأمول بين المنتخبين، لا سيما السعودي حيث ظهرت العشوائية في كثير من الألعاب لتباعد خماسي الوسط بعد تبديل مراكزهم؛ حيث لعب محمد نور على الطرف اليمين، بينما تمركز الفريدي في منطقة العمق خلف الهزازي، وتولى الشلهوب مهمات الجهة اليسرى، إلا أن هذا التنظيم لم يثمر عن فرص خطرة بعد أن أحكم الدفاع العماني بقيادة محمد مبارك القبضة على كل الإمدادات لخط الهجوم الذي عانى كثيرا لغياب عنصر المساندة للمهاجم الوحيد نايف الهزازي الذي افتقد للكرات العرضية من الأطراف، ونجح خط الدفاع العماني من إغلاق كل الممرات المؤدية لمرمى الحبسي الذي لم يختبر في الحصة الأولى، لينحصر اللعب في وسط الميدان دون بناء هجمة أو صناعة لعب حقيقية، إذ كثرت الكرات المقطوعة من محمد الشلهوب ونور والفريدي، مما أتاح لفوزي بشير وزملائه امتلاك الكرة في غالبية فترات النصف الأول، وشكل خلال ذلك خطورة على مرمى وليد عبدالله عبر انطلاقات عماد الحوسني الذي شكل مصدر إزعاج على ثنائي الدفاع، وكاد أن يمنح فريقه التقدم بكرة مقصية مرت بجوار القائم ليستمر اللعب سجالا بين الطرفين إلى نهاية الشوط. وفي الشوط الثاني، تحسن الأداء قليلا بتنوع اللعب والاعتماد على الكرات الطويلة إضافة إلى مشاركة ناصر الشمراني بدلا عن أحمد عطيف، وحال تماسك الدفاع العماني ومن خلفهم الحارس العالمي دون ترجمة الفرص التي لاحت أمام المرمى، ليتراجع المنتخب العماني لملعبه بهدف امتصاص الاندفاع السعودي الذي عززه ريكارد بمشاركة نواف العابد بديلا عن الشلهوب، واستمر الضغط السعودي دون فعالية للأطراف، لا سيما عبد الله الزوري الذي كان في أسوأ حالاته بعد أن فشل في صنع أية كرة عكسية صحيحة لخط الهجوم، ليستغل مدرب عمان ثغرات الزوري ويشرك إسماعيل العجمي بديلا عن الحوسني، مما ساعد في تهديد مرمى وليد عبدالله بأكثر من كرة منها تسديدة حسن الحضري، وأخرى لإسماعيل العجمي انتهت على أقدام أسامة هوساوي، وفي ربع الساعة الأخير من المواجهة كاد ناصر الشمراني افتتاح التسجيل برأسية لم يكتب لها النجاح، وزج ريكارد باللاعب ياسر القحطاني بديلا عن نايف هزازي، في الوقت الذي كاد فوزي بشير أن يخطف هدفا من كرة ثابتة أبعدها وليد عبدالله ببراعة إلى ضربة زاوية، لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي.