تحتضن المدينةالمنورة العديد من المواقع الإسلامية والأثرية التي تجسد ماضي الأمة الإسلامية وتمثل كتابا يحكي في صفحاته وقائع تاريخية ظلت خالدة في الأذهان على امتداد العصور، وفي كل عام تستقبل تلك المواقع مئات الآلاف من الزوار خلال موسم الحج، ومن أبرزها «مقبرة وساحة شهداء أحد»، التي ظلت على مدى 1430 عاما شاهدا على صور التضحية والفداء، إذ تحوي رفاة 70 صحابيا جليلا شاركوا في معركة أحد الخالدة بين المسلمين والمشركين. وعلى الرغم من مضي الأيام والسنين إلا أن ذلك المكان الطاهر ظل واحدا من أهم نقاط تجمع المسلمين من مختلف الألوان، يستذكرون مشاهد الولاء لله ورسوله ولبقعة طاهرة احتضنت سيد البشر عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام، وقد كانت «عكاظ» حاضرة نهار أمس بين الجموع في ساحة شهداء أحد، حيث كانت أبصار عشرات الزوار شاخصة باتجاه المقبرة التي تحتضن الأجساد الطاهرة، فيما اختار آخرون الصعود إلى قمة جبل الرماة الذي لا يفصله عن مقبرة الشهداء سوى عشرات الأمتار ليستذكروا أياما مضت من تاريخ الأمة. وقد كان حضور الأطفال بين زوار تلك الأماكن التاريخية أكثر المشاهد غرابة، فمنهم من يعرف أسماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين دفنوا في مقبرة أحد، وطفل آخر يستذكر مراحل المعركة التاريخية التي احتدم فيها القتال بين الطرفين، بينما يقول غداوي محمود، حاج مغربي، إنه يعلم ابنه منذ بداية الرحلة كل ما يتعلق بالتاريخ الإسلامي في المدينةالمنورة منذ بداية هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها، واستقبال أهل المدينة له، والإخاء بين المهاجرين والأنصار، والحروب والمعارك التي انطلقت من طيبة الطيبة آنذاك. وتشكل مزارات المدينةالمنورة رافدا آخر يستقطب المسلمين من مختلف الجنسيات، حيث يحرص غالبية الزوار إلى جانب زيارتهم ساحة الشهداء، على زيارة مساجد قباء، القبلتين، المساجد السبعة، الغمامة، الإجابة، فيما يمضي بعض الحجاج أوقاتهم في التنقل بين سكة حديد الحجاز في العنبرية، والمطاعم والأماكن الأثرية التي تزخر بها المدينةالمنورة.