أضحت المواقع الأثرية في المدينةالمنورة مقصد الكثير من الزوار والمعتمرين في رمضان، فمنذ صباح كل يوم تتوجه أعداد كبيرة من زوار مدينة المصطفى إلى المزارات والمواقع التي شهدت ملاحم تاريخية حولت مجرى تاريخ الإنسانية جمعاء. ومن هذه المواقع موقعة «شهداء أحد» التاريخية وهي المواجهة التي حدثت بين المسلمين والمشركين واستشهد فيها 70 صحابيا، منهم حمزة بن عبدالمطلب، وهو الموقع الذي يحرص الكثير من الزوار على مشاهدته والوقوف عليه، كما يحرص الزوار والمعتمرين على زيارة مسجد قباء والقبلتين والجمعة والمساجد السبعة وبئر عثمان. ويستعين الزوار في التزود بالمعلومات عن مواقع المدينة التاريخية بالكتيبات المقدمة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي كتيبات تتعلق بكيفية الزيارة الشرعية، فيما يعتمد البعض الآخر على سائقي الأجرة والحافلات في الحصول على المعلومات الإرشادية في ظل غياب المرشدين السياحيين. الوضع الراهن دفع بأطفال معظمهم من حي الشهداء في المدينة، يملكون معلومات لا بأس بها عن المواقع الشهيرة، إلى لعب دور المرشد الذي يتولى عملية استقبال الزوار وتعريفهم بخفايا جبل أحد، وكذلك جبل الرماة الذي شهد التفافة المشركين حول المسلمين من الناحية الخلفية بقيادة خالد بن الوليد قبل إسلامه، والتعريف بشهداء المعركة وأماكن دفنهم مقابل أجر مادي يحصلون عليه من الزوار. وينصب اهتمام معظم الزوار والمعتمرين في معرفة مواقع المساجد السبعة التي شهدت غزوة الأحزاب وموقع حفر الخندق. وليد نكدلي وهو زائر من سوريا يقول «أستمتع بزيارة الأماكن التاريخية والدينية في المدينة خلال رمضان رغم شدة الحرارة، وللزيارة تأثير كبير في الوجدان الإسلامي وتجعل من الإنسان يعيش لحظات روحانية لا توازيها أية متعة، خصوصا في رحاب جبل الرماة الذي شهد التفاف المشركين على المسلمين بوجود خاتم الأنبياء الرسل والصحابة في هذا الموقع». وأكد نكدلي على أهمية وجود مرشدين رسميين معتمدين لشرح غزوة أحد الشهيرة، والتعريف بالمزارات الأخرى، خصوصا في ظل وجود آثار إسلامية تاريخية في المدينةالمنورة ولا يحصل الزوار عن أية معلومات عنها لعدم وجود مصادر موثوقة يستندون عليها «شح المصادر دفع بنا للاعتماد على سائقي الأجرة والحافلات الصغيرة وحتى الأطفال الصغار من الأحياء المجاورة لتلك المواقع الذي أصبحوا مرشدين سياحيين نعتمد عليهم كثيرا». من جهته، يشير المعتمر المصري فتحي أحمد، إلى أن الأجواء الحارة لم تمنعه من زيارة الأماكن التاريخية الراسخة في وجدان كل مسلم ومسلمة، وقال: «زيارة المواقع التاريخية في مدينة المصطفى متعة مضاعفة، ومشاهدة هذه الأماكن في حد ذاتها تلطف الأجواء الحارة وتغرس الطمأنينة في النفس». وعن كيفية الحصول على معلومات دقيقة عن آثار ومواقع المدينة المأثورة يقول فتحي «سائق الأجرة لدية معرفة تامة بأهم المواقع التاريخية، ويشرح لنا أبرز المواقع والأحداث التاريخية التي وقعت في المدينةالمنورة في عهد الرسول علية الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين».