اتجه عدد كبير من أهالي منطقة عسير لمجاورة المشب والمكوث في بيوت الشعر والتي تصل تكلفة البيت الواحد منها قرابة ال25 ألف ريال، فيما يتوجه المئات منهم وعائلاتهم في نهاية عطلة الأسبوع إلى سواحل عسير للاستمتاع باعتدال الطقس هناك. يحرص كل من ناصر الحواشي وعبد الله أبو دبيل وسعيد مجري على البقاء وعائلاتهم إلى جوار مشب النار وإعداد الشاي والقهوة على الجمر خلافا لإعدادهما على أفران الغاز للتغلب على برودة الطقس. وقالوا إن الهدف الرئيس من بيوت الشعر التي بنوها هو استخدامها في مثل هذه الأوقات من كل عام مع تزايد شدة البرودة، مؤكدين أنها تدخل السرور على نفوسهم نتيجة انتقالهم إليها وعائلاتهم من أماكن الجلوس المعتادة في منازلهم. سعيد بن قمشع (70 عاما) قال إن المشب اسم مأخوذ من مصدر فعله وهو مكان إيقاد النار وإعداد القهوة والشاي قديما، ولم يهمل الناس مع مرور الوقت تطويره، فأصبح يبنى في المجالس ويزين بالجبس عبر نماذج ومفردات شعبية، وإلى جانبه رفوف توضع عليها دلال القهوة وأباريق الشاي والمباخر وأوان أخرى تستخدم لإعداد المشروبات الساخنة كالحليب والزنجبيل والنعناع والحبق وغيرها. ومع دخول الشتاء يطيب للأهالي السمر حول النار واستعادة الذكريات القديمة وسط صوت الفناجيل والدلال عندما يقرع عليها في نهاية الصبة.