يشكو غالبية الشباب الباحثين عن عمل من عائقين يواجهانهم كلما تقدموا لشغل مهنة من المهن، هذان العائقان هما اشتراط توفر الخبرة السابقة في مجال العمل، وإجادة اللغة الإنجليزية. وهذا الشرطان وإن رآهما الشباب الباحثون عن عمل عائقين لهم عن الحصول على الوظيفة المرجوة، إلا أن أصحاب الأعمال يرون فيهما حجتين مقنعتين تبرران لهم عدم توظيف أبناء الوطن وشغل الأعمال بغيرهم من الأجانب! وهنا لن أتحدث عن عائق الخبرة، فقد سبق أن تناولت الحديث عنه في مقالات ماضية، سأتحدث اليوم عن العائق الآخر، عائق اللغة، حيث يبدو لي اشتراط إتقان اللغة الإنجليزية شرطا متعنتا لا نجده إلا في بلادنا، فغالبية دول العالم لا تشترط على موظفيها مثل هذا الشرط، هي تصرف أعمالها معتمدة على لغتها الوطنية! ومع هذا، لنفترض أنا سلمنا بأهمية إجادة اللغة الإنجليزية في تصريف الأعمال، ماذا عن اللغة العربية؟ ألا يعد إتقانها هي أيضا أمرا ضروريا لتصريف الأعمال؟ لكن أصحاب الأعمال يتجاهلون هذه المسألة، هم لا يشترطون إتقان اللغة العربية عند توظيفهم غير العرب كما اشترطوا إتقان اللغة الإنجليزية على أبناء وطنهم! إن العدد الأكبر من العاملين في بلانا من الأجانب لا يجيدون اللغة العربية لكن أصحاب الأعمال لا يجدون حرجا في توظيفهم ولم يشترطوا عليهم إجادة اللغة العربية كما اشترطوا على المواطنين إجادة اللغة الإنجليزية! والنتيجة!! صرنا في بلادنا مجبرين على أن نتحدث الإنجليزية كلما اضطررنا للتخاطب مع أولئك الموظفين الأجانب، ومجبرين أن نقرأ الإنجليزية كلما استلمنا منهم فاتورة حساب أو تقرير أو غير ذلك من المخطوطات! تماما كما لو أننا نعيش في بريطانيا أو أمريكا أو غيرها من الدول الناطقة بالإنجليزية! كيف أمكن لأصحاب الأعمال توظيف من لا يتقنون اللغة العربية وهم يعلمون أنهم سيعملون في بلاد لا يتحدث أهلها اللغة الإنجليزية، ويعجزون عن توظيف المواطنين عندما لا يتقنون اللغة الإنجليزية، وهم يعلمون أنهم سيعملون في بلادهم التي يتحدث أهلها اللغة العربية! كيف أمكن لأصحاب الأعمال تجاوز عائق الجهل باللغة العربية لدى موظفيهم غير العرب، ولم يمكن لهم تجاوز عائق الجهل باللغة الإنجليزية عند أبناء الوطن؟! إن كان يمكن تسيير الأعمال بلغة واحدة فلم لا تكون تلك اللغة هي اللغة العربية؟! عندما لا يعنى أصحاب الأعمال باشتراط إجادة اللغة العربية على موظفيهم غير العرب كاشتراطهم إجادة اللغة الإنجليزية على موظفيهم من أبناء الوطن، هم يعلنون عن عدم احترام لغتهم العربية وعدم مبالاتهم بالحفاظ عليها. وما يجري الآن من انتشار واسع للعمالة غير العربية آخذ في تحويل لغة التخاطب اليومية منطوقة أو مكتوبة، من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، وفي ذلك من النذير ما فيه. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة