أضحى أمرا مسلما به في أيامنا هذه، أن الباحث عن عمل، غالبا ما يواجه باشتراط إجادة اللغة الإنجليزية، حتى دخل في روع الناس أن لا أمل لهم في العمل ما لم يتقنوا تلك اللغة، فصار الشباب يتسابقون إلى تعلمها، وكثر الذين يعملون في تعليمها وانتشرت المعاهد التي تعلمها حتى بت أينما التفت تجد معهدا لتعليم اللغة. حين نقارن هذا الإقبال على تعلم اللغة الإنجليزية والحرص على إجادتها بالموقف من اللغة العربية، نجد اختلافا كبيرا، فاللغة العربية لا تجد من يحرص على تعلمها وإجادتها إلا ما ندر، بما في ذلك المدارس والجامعات التي تعد المسؤول الأول عن تعليم اللغة، حيث ظل الطلاب يتخرجون بمعدلات تقارب المائة كاملة وهم ما زالوا عاجزين عن قراءة صفحة واحدة من كتاب دون تعثر، كأن إتقان اللغة العربية أمر كمالي لا تقتضيه ضرورة. ما أظنه هو أن اللغة العربية ظلمت في هذا العصر فعوملت بتهميش وإهمال وقدمت عليها اللغة الإنجليزية حتى بات التميز والرقي والمعرفة سمات مصاحبة لمن يتقن اللغة الإنجليزية وليس العربية، فالناس صار يغلب عليهم الإيمان بأن أمر اللغة العربية سهل، وأنها يكفي منها أن يعرف الفرد (فك الحرف) ويجزئه فيها أن يستطيع التفاعل بها مع الآخرين، لذا يندر أن تجد جهة عمل ما تجعل إتقان اللغة العربية شرطا لها، حتى في الأعمال التي يتحتم فيها ذلك مثل التدريس في المدارس أو الجامعات، أو العمل في الوظائف التي يبرز فيها استخدام اللغة كالعمل في السكرتارية أو في تصميم الإعلانات والشعارات ولوحات المحلات التجارية، بل إن هناك من لا يرى عيبا في أن لا يتقن لغته، حتى وإن حمل أعلى الدرجات العلمية بحجة أن تخصصه العلمي لا علاقة له باللغة. أحيانا أتساءل ما الذي سيحدث لو أن النظر إلى إجادة اللغة العربية نال بعض الاهتمام الذي يناله تعلم اللغة الإنجليزية؟ فاشترط إتقان اللغة للالتحاق بالعمل أو لمواصلة الدراسات العليا في الجامعات، هل سيعجز ذلك الناس ويؤدي بهم إلى التوقف عن الحياة، أم أنه سيدفع بهم إلى أخذ لغتهم مأخذا جديا فيبذلون في تعلمها جهدا أكبر؟، إن إجادة اللغة العربية ليس بالأمر العسير على الإطلاق، وما هو من الأمور الخارقة، ولا هو معجزة من المعجزات أو عمل بطولي مستثنى لايناله سوى الراسخين في الذكاء. هو يحتاج فقط إلى احترام اللغة والإيمان بأهمية إتقانها والاعتراف بأن الجهل بها منقصة لا بد من التخلص منها. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة