سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من يتجاوز الأنظمة والتعليمات يعسّر الحج على نفسه ومقدمي الخدمات حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» لا تقتصر على عقوبة المخالفين .. الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة ل عكاظ :
طالب وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية لأعمال الحج الدكتور عبدالعزيز الخضيري، الحجاج بأن يدركوا أن الأنظمة والتعليمات الصادرة من الجهات الحكومية لتنظيم موسم الحج لا تهدف إلى التضييق عليهم مطلقا، ولا حرمانهم من حقهم الشرعي في أداء فريضة الحج، وإنما هدفها تنظيم أدائه وجميع المسلمين المنتشرين في جميع أنحاء العالم لهذه الفريضة مثله، فهي حق مشترك وشرعي للجميع. وقال الخضيري في حواره مع «عكاظ»، «علينا جميعا أن نحمد الله أن يسر علينا ولم يعسر، وفرض علينا الحج مرة واحدة في العمر مقرونة بشرط الاستطاعة، ليخفف عن عباده العناء والمشقة، فليت من يتجاوزون الأنظمة والتعليمات، يدركون أنهم يجعلون الحج عسيرا على الحجاج». ووصف الخضيري المخالفين للأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج بأنهم «يرتكبون عدوانا صريحا على الحجاج، فمن يحج مثلا من دون تصريح، ويفترش في طرقات المشاعر المقدسة، ويهمل رمي المخلفات في أماكنها المخصصة، يرتكب عدوانا صريحا على الحجاج، لأن جميع تلك الممارسات تؤدي إلى الإضرار بهم، وتعوق الجهات الحكومية عن أداء مهماتها في خدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه وتسيء لسمعة المملكة في خدمتها للحجاج، لذلك نرجو منهم الالتزام بالأنظمة والتعليمات».. وفي ما يلي نص الحوار: • تنطلق حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، بعد فترة وجيزة من إعلان الأمير خالد الفيصل عن إطلاق مشروع «ثقافة الضيافة الإسلامية» العام المقبل، ما هي العلاقة بين الحملة والمشروع؟. الرابط بين حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» ومشروع «ثقافة الضيافة الإسلامية» قوي ومتين، إذ ينطلقان معا من رؤية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، التنموية للمنطقة وإنسانها (تنمية الإنسان والمكان)، وللمسؤولية الدينية والإدارية والإنسانية الملقاة على عاتقه في الإشراف على مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وتأمين سلامة وراحة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار. رحلة الحج لها جوانب تعبدية وسلوكية، وترتبط بها جوانب تنموية وإدارية واجتماعية، ولذلك حملت إمارة منطقة مكةالمكرمة على عاتقها مسؤولية أن تمضي رحلة الحج آمنة ويسيرة بشراكة جماعية بين القطاعات الحكومية والمؤسسات الخاصة والمواطنين والمقيمين والحجاج في عمل تكاملي، ولن تنجح رحلة الحج دون تكامل جهود جميع هؤلاء الشركاء. وللتوضيح أكثر، تختص حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، برفع مستوى الوعي لدى الحجاج والمواطنين حول المخالفات السلوكية المصاحبة لرحلة الحج وتسيء إلى شعائره التعبدية، كالحج من دون تصريح، أو الافتراش في المشاعر المقدسة وإعاقة حركة الآليات والمشاة، وحملات الحج الوهمية، ومنع المركبات الصغيرة من دخول المشاعر أثناء موسم الحج، والارتقاء بمستوى النظافة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. أما مشروع «ثقافة الضيافة الإسلامية»، فهو مشروع طموح يدرس حاليا وتستعد إمارة المنطقة مع جهات حكومية أخرى لإطلاقه العام المقبل، ويهدف إلى الارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من حجاج وزوار ومعتمرين، وتحويلها إلى صناعة وثقافة يديرها ويحملها في قلوبهم شبان وفتيات سعوديون، آمنوا بأن نعمة جوار الحرمين الشريفين التي أنعم الله عز وجل بها عليهم تحملهم في المقابل مسؤولية إكرام ضيوفهما، والسهر على خدمتهم منذ لحظة وصولهم إلى المملكة وحتى يغادروها إلى بلدانهم معززين مكرمين، حامدين الله أن يسر لهم أداء هذه الفريضة، وداعين لهذه البلاد وأهلها بدوام نعمة الأمن والأمان وجزيل الأجر والثواب بإذن الله. ولذلك فكما على الحكومة السعودية وقطاعاتها التابعة ومواطنيها مسؤولية خدمة ضيوف الرحمن، فعلى هؤلاء الضيوف مسؤولية الالتزام بأنظمة المملكة وتعليماتها، مع العلم أن هذه الأنظمة والتعليمات ما وضعت إلا للتيسير عليهم وضمان أمنهم وراحتهم. حج حضاري • ما الذي تسعون إلى تحقيقه من حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»؟. أهداف هذه الحملة محددة وواضحة، وتشمل تمكين القطاعات الحكومية والأهلية من تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، تحقيقا لتطلعات وتوجيه ومتابعة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتفعيل المرتكز الثاني من استراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة التي تؤكد على التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر، والارتقاء ببناء إنسان المنطقة ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن ليبلغ وصف «القوي الأمين». ومن أهداف هذه الحملة أيضا التأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج، وصولا إلى تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر المقدسة، والقضاء على ظاهرة الافتراش، وتخفيض الضغط على المسجد الحرام وجسر الجمرات، وتطبيق استراتيجية تأصيل ثقافة البلد الحرام خلال موسمي الحج والعمرة لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة والمجتمع كافة. ويمكن إجمال جميع هذه الأهداف في ثلاثة مرتكزات هي احترام المكان والحدث «الحج»، واحترام الإنسان «الحاج»، والثالث احترام النظام «الأنظمة والتعليمات الحكومية». • وما الذي حققته الحملة في الأعوام الماضية يشفع لها بالاستمرار عاما بعد آخر؟. إذا نظرنا إلى الفارق بين أول موسم حج أطلقت فيه الحملة قبل ثلاث سنوات والنتائج التي تحققت لها في عامها الثالث «العام الماضي»، فإن ما تحقق مرض إلى حد كبير وإن ما زال أمامنا الكثير جدا لنعمله لنصل إلى هدفنا في حج حضاري خال من المظاهر السلبية، يوفر جوا من السكينة والطمأنينة لملايين الحجاج القادمين من كل فج عميق. لن أقول إننا قضينا على الظواهر السلبية في الحج ولكننا حتما نجحنا في خفضها بشكل كبير، ولن أدعي أن ما تحقق هو نتاج لحملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، وإنما بفضل الله أولا، ثم بفضل المشاريع الضخمة وتضافر جهود الجهات الحكومية في تطوير وتعزيز خدماتها المقدمة لضيوف بيت الله الحرام، وما الحملة إلا عامل واحد من عوامل عدة تعمل على الإسهام في إنجاح موسم العمل. من تواجد في المشاعر المقدسة في موسم الحج الماضي يدرك أنه كان موسما من أفضل مواسم الحج في السنوات الأخيرة، فعلى سبيل المثال أسهمت الحملة التي تضمنت الإعلان عن بدء سريان قرار منع دخول المركبات ذات السعة التي تقل عن 25 راكبا، والتي قدر معهد خادم الحرمين الشريفين عددها في العام قبل الماضي بنحو 57 ألف مركبة، من الدخول إلى منطقة الحرم والمشاعر المقدسة، بالتزامن مع دخول قطار المشاعر الخدمة في تيسير انتقال الحجاج بين المشاعر في أوقات قياسية غير مسبوقة. رسالتان متوازيتان • ركزت الحملة في السنوات الماضية كثيرا على جانب الوعيد والتهديد بتطبيق عقوبات شديدة في حق المخالفين؟. ليس صحيحا أن الحملة ركزت على تهديد الحجاج المخالفين، فنحن حرصنا منذ إطلاق الحملة في عامها الأول على أن نقدم رسالتين متوازيتين إلى الحجاج، عبر توعيتهم بالمخاطر التي قد تنجم عن المخالفات والسلوكيات السلبية، وتحفيز الإحساس بمسؤولية الحاج والمعتمر وهو يستعد لأداء الفريضة، وتشجيعه على المبادرة لتغيير سلوكياته، بالتركيز على دوره كإنسان مسلم متحضر إزاء الحجاج وأداء الفريضة. ومن لم يع هذه الرسالة ولم يمتثل للأنظمة والتعليمات الحكومية المنظمة لموسم الحج، فليس علينا إلا نوصل إليه رسالة تحذير حازمة من إمكان فرض عقوبات شديدة عليه تشمل فرض غرامات مالية كبيرة، لأنه يعرض نفسه والآخرين للخطر بسلوكياته ومخالفاته. وكمثال عملي للجهود التي تبذلها الجهات الحكومية في التوعية، عملت وزارة الحج على مساعدة المواطنين وتجنبيهم التعرض لخطر احتيال حملات الحج الوهمية، من خلال نشر إعلانات متكررة عن الشركات المرخصة، ونشر قوائم بأسماء الشركات المرخص لها في موقعها الإلكتروني، وتخصيص رقم مجاني يتيح للمواطنين والمقيمين التأكد من نظامية حملات الحج، إلى جانب إطلاقها فرقا ميدانية في مختلف مناطق ومدن ومحافظات المملكة، من أجل التأكد من مكاتب شركات ومؤسسات حجاج الداخل. • لكن جهود الحملة موجهة إلى الحاج من داخل المملكة، ماذا عن نظيره القادم من خارج المملكة؟. أعتقد أن مسؤولية توعية هؤلاء الحجاج تعود في المقام الأول إلى حكومات بلدانهم وإلى الجهات المسؤولة عن الحج في تلك الدول، ولدينا في هذا المجال تجارب متميزة لبعض الدول الإسلامية في تنظيم أمور حجاجها وتوعيتهم حول كيفية أداء موسم الحج بشكل حضاري، ونأمل أن تقتدي بقية الدول الإسلامية بتلك التجارب، لنشهد حجا يعكس الروح الحضارية للإسلام. ولا بد أن ننوه هنا بالدور الذي تؤديه وزارتا الخارجية والحج في هذا الجانب، من خلال اتصالهما بالحكومات وبعثات الحج وتنبيهها إلى ضرورة توعية الحجاج القادمين من مختلف بلدان العالم، وكذلك بدور الخطوط السعودية التي تساعد في تقديم إرشادات إلى الحجاج عبر رحلاتها المقلة للحجاج القادمين إلى المملكة. أسعار مخفضة • الظواهر السلبية، كالحج من دون تصريح، أو الافتراش، وغيرها من الظواهر، لها مسببات لا تعالج بالتوعية وإنما بقرار حكومي، كغلاء أسعار حملات الحج مثلا، أليس من الأجدى القضاء على هذه المسببات؟. لا، أختلف معك هنا كثيرا حول هذه المسببات، لأن الجهات المختصة وعتها بالفعل وعملت على إيجاد معالجات وحلول لها. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسات معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج أن وجود الحجاج غير النظاميين، أي الذين لا يحملون تصاريح حج رسمية، يعود إلى أسباب عدة، من أهمها الشكوى من ارتفاع تكلفة الحج على حجاج الداخل، ثم استخدام المركبات أقل من 25 راكبا في التنقل بين المشاعر المقدسة والافتراش إلى جوارها، من دون الالتحاق بحملات حج نظامية. ولذلك أصدر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا تكليفا لوزير الحج بدراسة مشكلة ارتفاع تكاليف حج حجاج الداخل وتخفيضها، وبالفعل بدأت عشرات الشركات تقديم مجموعة من الخدمات المتكاملة للحجاج بأسعار مخفضة، ونطمح إلى زيادة عدد هذه الشركات في هذا العام والأعوام المقبلة لتستوعب أكبر عدد ممكن من الحجاج القادمين من داخل المملكة. أما بالنسبة لمشكلة المركبات التي تنقل أقل من 25 راكبا وتسبب زحاما في الحركة المرورية بين المشاعر، فقد صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين في مطلع شهر ذي الحجة 1430ه، بمنع المركبات، وصدرت معه بعض الجزاءات آنذاك، كما بدأ في العام الماضي تشغيل قطار المشاعر لتيسير تنقل الحجاج بين المشاعر، وتقليص عدد المركبات المستخدمة في تنقل الحجاج. لا نهدف إلى التضييق • لكن الراغبين في أداء فريضة الحج من داخل المملكة، سواء من المواطنين أو المقيمين يعتقدون أن التنظيمات الصادرة لتنظيم الحج تقيد حقهم الشرعي في أداء الفريضة؟. على الحاج أن يعي أن الأنظمة والتعليمات الصادرة من الجهات الحكومية لتنظيم موسم الحج لا تهدف إلى التضييق عليه مطلقا، ولا حرمانه من حقه الشرعي في أداء فريضة الحج، وإنما هدفها تنظيم أدائه وجميع المسلمين المنتشرين في جميع أنحاء العالم لهذه الفريضة مثله، فهي حق مشترك وشرعي للجميع. علينا جميعا أن نحمد الله أن يسر علينا ولم يعسر، وفرض علينا الحج مرة واحدة في العمر مقرونة بشرط الاستطاعة، ليخفف عن عباده العناء والمشقة، فليت من يتجاوزون الأنظمة والتعليمات، يدركون أنهم يجعلون الحج عسيرا على الحجاج. فمن يحج مثلا من دون تصريح، ويفترش في طرقات المشاعر المقدسة، ويهمل رمي المخلفات في أماكنها المخصصة، يرتكب عدوانا صريحا على الحجاج، لأن جميع تلك الممارسات تؤدي إلى الإضرار بهم، وتعوق الجهات الحكومية عن أداء مهماتها في خدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه، لذلك نرجو منهم الالتزام بالأنظمة والتعليمات. تطوير العمل • ألا توافق على أن مسؤولية أي خلل أو سلبيات تحدث في موسم الحج لا تقع على الحجاج وحدهم، بما فيهم الحجاج المخالفون، ولكن أيضا تتحمل الجهات الحكومية جزءا كبيرا من مسؤوليتها؟. القطاعات الحكومية بنت لها خبرات تراكمية طويلة من خلال عملها في مواسم الحج الماضية، وجميعنا نعلم أن موسم الحج حدث استثنائي في زمانه ومكانه، ولا يشبهه أي تجمع بشري آخر في العالم، ولا يواجه أي بلد في العالم تحدي إدارة حشود تصل إلى قرابة ثلاثة ملايين نسمة يتجمعون في بقعة جغرافية صغيرة، ويلتزمون بمواقيت زمنية محدودة لأداء الشعائر. هذا طبعا ليس عذرا ولا مبررا لأي خلل أو قصور، الحكومة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي عهده الأمين وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني، وفرت لجميع الجهات الحكومية الإمكانات الكفيلة بتحقيق النجاح، ولبت وتلبي طلبات جميع تلك الجهات طالما تهدف إلى أن يمر موسم الحج بأمان وسلام. إن جميع القطاعات الحكومية بلا استثناء تعمل على تطوير أعمالها عاما بعد آخر، من خلال اكتشاف جوانب الخلل والقصور في الموسم السابق لتلافيه في الموسم المقبل، وتنفيذ الحلول والمشاريع العاجلة والدائمة لتلافي جوانب الخلل والقصور وتصويبها. كما أن جميع العاملين في موسم الحج يدركون أن أي تقصير أو تهاون في أداء مسؤولياتهم تجاه الحجاج مهما كان حجمه صغيرا خط أحمر غير مقبول، كونه يسيء إلى المملكة بأكملها ولصورتها النقية الناصعة في خدمة ضيوف الرحمن، خصوصا وأن أنظار العالم مسلطة علينا عبر وسائل الإعلام المختلفة، بما فيها أنظار العدو والحاسد والحاقد، التي تتصيد جميعها كل هفوة أو زلة لتضخيمها، للإساءة إلى قيادة المملكة وشعبها. ولذلك، علينا أن نفوت فرصة الإساءة لقيادتنا ولبلادنا من خلال التزامنا الصادق والمخلص بأداء مسؤولياتنا ومهماتنا العملية على أكمل وجه، وأن لا نترك ثغرة كبيرة أو صغيرة إلا ونسدها. وأود أن أشير هنا إلى أن جميع العاملين في حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، أو في الجهات الحكومية الأخرى المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن يعملون وفق قاعدة سنها الأمير خالد الفيصل، وهي «إذا كان عملك جيدا في هذا العام، ولم تضف عليه شيئا في العام المقبل فأنت حتما مقصر». وحتما فإن أيا من العاملين في الحج لا يرغب في أن يكون مقصرا، ليس طمعا في ثواب أو تكريم ولا خشية من مساءلة أو محاسبة، وإنما إيمان بالأمانة والمسؤولية العظيمة التي يحملونها ويسعون لأدائها على الوجه الذي يرضي الله عز وجل، ثم يرضي عباده. زيادة الحجاج • سجل موسم العمرة هذا العام نموا غير مسبوق في أعداد المعتمرين القادمين من خارج المملكة، ألا تتوقعون زيادة مماثلة في أعداد الحجاج؟. أعداد الحجاج محكومة بقرار منظمة التعاون الإسلامي، القاضي بالسماح بحج ألف حاج عن كل مليون نسمة، ولكن نظرا لازدياد أعداد السكان في بعض الدول الإسلامية، قد يزداد عدد الحجاج عاما بعد آخر. وعموما، فإن خطة التنمية التاسعة للمملكة تتوقع ارتفاع عدد الحجاج من نحو 1.97 مليون حاج في العام 30/1431ه «2009»، منهم نحو 1.78 مليون حاج من خارج المملكة، إلى نحو 2.07 مليون حاج في عام 35/1436ه «2014»، منهم نحو 1.87 مليون حاج من الخارج، بمعدل نمو سنوي متوسط قدره 0.96 في المائة لإجمالي عدد الحجاج، و0.99 في المائة للحجاج القادمين من خارج المملكة. • توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة هطول أمطار غزيرة على المنطقة الغربية من المملكة في فصل الخريف الحالي، والذي يحل فيه موسم الحج، ما هي استعداداتكم لهذا الاحتمال؟. أسأل الله أولا أن يمر موسم الحج هذا العام خاليا من أي حوادث، وأن يؤدي الحجاج نسكهم ويعودوا إلى ديارهم آمنين مطمئنين. وأود أن أشير هنا إلى أن وزارة الشؤون البلدية والقروية أنجزت منذ سنوات وتواصل العمل على تنفيذ مشاريع جبارة لتصريف مياه السيول والأمطار في المشاعر المقدسة وصيانتها، وخصوصا في مشعر منى الذي يعد واديا يتوسط مجموعة من الجبال، لمواجهة مثل هذا الاحتمال، كما أن الجهات المختصة بخدمات الطوارئ، سواء الدفاع المدني أو القطاعات الأمنية والعسكرية المشاركة في الحج، والقطاعات الصحية، لديها خطط طوارئ للتعامل مع أي حدث طارئ، بما فيها هطول الأمطار الغزيرة وجريان السيول في المشاعر خلال موسم الحج. • أخيرا، كمسؤول حكومي، كيف ترى من هذا المنظور المشاريع التي تهدف إلى خدمة الحجاج؟. الحكومة السعودية عملت وتعمل على تنفيذ المشاريع الهادفة إلى تيسير رحلة الحج منذ بدايتها إلى نهايتها، ومن بينها مشاريع توسعة الحرمين الشريفين، وآخرها مشروع توسعة الحرم المكي الشريف، إلى جانب مشروع إنشاء جسر الجمرات، وتطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي ومدينة الحجاج الملحقة به، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة إلى جانب خطط تطوير مطار الطائف والاستفادة منه في استقبال الحجاج، وتنفيذ مشروع سكة حديد الحرمين وقطار المشاعر، ومشروع إعمار مكةالمكرمة الهادف إلى تطوير شبكة النقل والمواصلات في العاصمة المقدسة، إلى جانب مشاريع عمرانية أخرى في مكةالمكرمة، منها مشروعا جبل عمر وطريق الملك عبدالعزيز الموازي، وغيرها العشرات المنفذة أو الجاري تنفيذها أو الخاضعة للدراسة تمهيدا لاعتمادها وتنفيذها.