شد انتباهي موضوع في غاية الأهمية والخطورة في صفحة واعي للاستشارة الشخصية في ال(فيس بوك)، حيث وردت مشاركة من أحد الأعضاء الأفاضل في الصفحة ذكر فيها أن أحد الآباء كل يوم ينادي ابنه «يا بقرة» كبر ابنه والتفت يمنة ويسرة وجلس بين الرجال وسار معهم، ولا تزال في ذهنه صورة البقرة!! للأسف الشديد هذا الأب المخطئ قام ببرمجة ابنه منذ مرحلة الطفولة على أنه حيوان ليس له كرامة وسلب منه شخصيته وأفقده ثقته بنفسه، رغم مخالطته للآخرين باعتبار أن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي لا يستطيع الانفصال عن المجتمع ولا يستغني عن الاندماج فيه ولكن بإمكانكم التصور كيف يعيش بين الناس وصورة البقرة لا تغادر ذهنه، هذا الأب وغيره من الآباء والأمهات هداهم الله قد لا يعلمون أنهم يمارسون العنف الأسري مع أبنائهم أو ما يسمى العنف اللفظي وهم لا يشعرون. يرى علماء النفس والاجتماع أن بعض الكلمات السلبية والمشكلات التي يتعرض لها الإنسان في مرحلة التنشئة الاجتماعية قد تؤثر فيه وتلازمه إلى المراحل العمرية اللاحقة. طالب كان سبب تعقيده من الدراسة ومقته لها كلمة (أنت بليد) وبعض الآباء والمربين يصفون أبناءهم وطلابهم بأنهم (لا يفهمون) وأنهم (فاشلون) في دراستهم وحياتهم ويرددون على مسامعهم دائما (أنت سوف ترسب) في الدراسة فيبرمجونهم على هذه الكلمات ويتأثرون بها لأن الإنسان يتأثر بالمحيطين به ويؤثر فيهم. هذا مدمن مخدرات أخبرني أن سبب دخوله عالم المخدرات كان كلمة (غبي) حيث كان يصفه أحد أقاربه دائما بهذه الكلمة، فكان وقعها على نفسه شديدا ومؤلما ولم يستطع نسيانها البتة حتى أصيب بحالة نفسية فكانت الطريقة الخاطئة التي لجأ إليها لأجل النسيان مخالطة رفقاء السوء وتعاطي المخدرات. يقول الداعية الإسلامي فضيلة الدكتور عائض القرني «لا تحدث نفسك بالفشل فتفشل؛ لأن الفشل النفسي أعظم من الفشل في الميدان، ليس هناك عظيم وصل إلى مراده إلا وقد طرد فكرة الفشل من ذهنه، فنظف ذاكرتك من أفكار الفشل». بعض الأسر التي تتمتع بهدوء ولطف في معاملة الأولاد والبنات فإن أولادهم وبناتهم أكثر استقامة والتزاما وأبعد عن الانحراف بينما الأسر التي تقوم على القسوة والشدة وعلى الرأي وفرض الإرادة فإن الأولاد والبنات يجدون مهربا خفيا ويمارسون أفعالا مشينة بعيدا عن عيون الآباء والأمهات. عبدالرحمن حسن جان أخصائي اجتماعي