تعتبر قرية الصنينا من أقدم قرى منطقة حائل من الغرب وتعتبر قرية تاريخية شاهد عليها الزمن للشيخ سعدون العباس السويدي (ذباح معيدة) الذي عاصر مراحل توحيد البلاد السعودية بقيادة الملك عبدالعزيز، فمن هذه القرية التاريخية (الصنيناء) انطلق الشيخ سعدون العباس مشاركا في هذه الملحمة، وقد أعطاه الملك عبدالعزيز آل سعود بيرقا يميزه وجماعته الذي رأسهم في وقعة اليمن وفتح جدة، ومغازي ابن مساعد (أم رضمه) وغيرها، ومغزا ابن عقيل، ومغزا الوجه والسبلة . عرف هذا الشيخ بالشجاعة والإقدام والديانة والعفة (رحمه الله)، أما كرمه فحدث ولا حرج فلقبه عند الناس شاهد على سخائه الأسطوري، حيث لقب بذباح معيدة لأنه نحر جمله الوحيد الذي يسقي عليه زرعه وتركه يهلك إكراما لضيوفه وهي قصة معروفة حدثت له سنة 1386ه. يقول رئيس مركز إمارة قرية الصنينا الشيخ دخيل بن سعدون السويدي «القرية ينقصها الكثير من الخدمات ومن أهمها الخدمات الصحية، حيث اعتمد لها مركز صحي في عام 1402ه مع عدة مراكز صحية عندما كان الأمير مقرن بن عبدالعزيز أميرا لمنطقة حائل، وتم تنفيذ الأمر للمراكز الأخرى باستثناء قريتنا التي تزداد بها الكثافة السكانية يوما بعد يوم، وأقرب منشأة صحية عنها يبعد ما يقارب ال30 كم بالرغم من موقعها الجغرافي والمميز على طرق دولي مصر سورية الأردن طريق حائل تبوك، كما أن وجود هذا المركز مهم لتقديم الخدمات الإسعافية الناتجة عن حوادث السيارات على هذا الطريق، كما أن غياب خدمات الهلال الأحمر فاقم مشكلة بعدم توافر المركز الصحي على الطريق الذي يشهد حركة دائمة بحكم أنه يربط القرية بمنطقة حائل والطريق الدولي ويمر بالكثير من القرى التي تتزايد فيها حوادث السير والتي غالبا ما يواكبها قيام عابري الطريق بنقل المصابين في سياراتهم الخاصة لمسافات بعيدة للوصول للمستشفيات، الأمر الذي يزيد من مضاعفات المصابين. وأضاف قائلا «أطالب الجهة المسؤولة بتنفيذ الأمر مع وجود كافة الإثباتات من وجود هذه الأوامر». وطالب عبدالعزيز الحسن بإنشاء مركز للدفاع المدني، موضحا بأن أقرب مركز يقع على مسافة تزيد على 30 كم، الأمر الذي يعرض أرواح الناس وممتلكاتهم للخطر في حال وقوع حرائق لا سمح الله، مضيفا أن أهل القرية اعتادوا في حالة حدوث حريق على التكاتف لإخماده بطرق بدائية، لكن في حالات كثيرة يصعب السيطرة عليها ويقف السكان مكتوفي الأيدي في انتظار حضور الدفاع المدني وغالبا ما تكون النتائج مفجعة إلى حد كبير، كما أن غياب الخدمات المصرفية هو الآخر كان له دور في زيادة معاناة أهالي القرية. وأشار نايف الخلف إلى أن سد الصنيناء المقترح أعدت له دراسة وتمت الموافقة عليه وتم مسحه من قبل وزارة المياه، «لكن نستغرب بأنه لم يتم العمل به وتنفيذه رغم الحاجة الماسة له، خاصة أن القرية تقع بقرب كثير من الأودية وهذا ما يخيف أهالي القرية عندما تهطل الأمطار». عبداللطيف الحسن يقول «القرية بحاجة ماسة لرصف الشوارع بها والاهتمام بمدخلها الرئيسي وتشجيره ووضع المجسمات التي تعطي منظرا رائعا، خاصة أنها تقع على طريق دولي». وطالب رئيس نادي الأهلي الريفي في قرية الصنيناء ماجد المحمد، بضرورة دعم النادي وبناء منشأه متكاملة على ما هو عليه بالوقت الراهن، وكذلك زراعة ملعبه وتوفير كافة الاحتياجات، خاصة أن ملعب نادي الأهلي يقيم دورات رياضية على مستوى منطقة حائل وأقواها دوري الصنيناء الرمضاني والذي نجح نجاحا منقطع النظير بإشادة المسؤولين والمتابعين في المنطقة. وأشار سعد الفهيد إلى حاجة القرية الماسة لافتتاح ثانوية للبنات؛ كون أغلب طالبات هذه المرحلة يقطعن المسافات لمواصلة دراستهن مع تخوف الأهالي من خطورة الطريق وكثرة الحوادث عليه، حيث حصدت الكثير من الأرواح البريئة، وبما أن تخرج ابنة أحد الأهالي إلا وأن يضعون أيديم على قلوبهم خوفا من وقوع مكروه لا سمح الله. من جانبه، أكد رئيس بلدية موقق علي بن عبدالعزيز التميمي، أن جميع القرى والهجر التابعة لبلدية موقق ومنها الصنيناء حظيت وسوف تحظى باهتمام واسع وتطوير أفضل مما هي عليه الآن من قبل البلدية وفقا لجدول الأولويات في مقدمتها الخدمات التطويرية الشاملة للسفلتة والإنارة والأرصفة وتحسين المداخل بمجسمات جمالية، كما أن البلدية ستدعم جميع المكاتب التابعة لها في القرى بمعدات وتجهيزات وغيرها وما تحتاج إليها لتتولى شؤونها من تفعيل وتوفير الخدمات المهمة لساكني تلك القرى، وكذلك الاهتمام بإنشاء الحدائق والملاهي تكون متنفسا لأهاليها.