أكد ل «عكاظ» رئيس قسم الأرصاد والمشرف على مركز التميز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور منصور بن عطيه المزروعي، أن ما أشار إليه المرصد الروسي والياباني حول تأثر المنطقة الغربية من المملكة وأجزاء من المنطقة الوسطى بأمطار متوسطة وغزيرة استنادا لمخرجات النماذج الياباني أو الروسي لا يدعو للقلق، مبينا أن هذه النماذج لا تدل أبدا على أن هذا الموسم سيشهد أمطارا ذات طابع متطرف مثلما حصل سابقا على مدينة جدة، وأقصى ما يمكن قوله باحتمالية هطول أمطار على جدة في نوفمبر وديسمبر ويناير وفقا للمؤشرات المناخية. وأضاف: أن تنبؤات هذه المراصد في حقيقتها توقعات بعيدة المدى قابلة للتغير خلال الأيام والأسابيع المقبلة إما سلبا أو إيجابا، كما أن هذه التوقعات الفصلية لا تحدد أية كميات، ولكنها تنذر باحتمالية هطول أمطار على مناطق معينة، وهذه الأمطار قد تكون أعلى من المعدل، أو أقل منه، وليس هنالك أية دلائل أو إشارات على كميات محددة. ولفت الدكتور المزروعي إلى أن ما تم ذكره ما هو إلا توقع لمتوسط لأشهر: سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وهذه الأشهر (دون شهر نوفمبر) تعد من أشهر الجفاف والتي ليست ممطرة في الغالب الأعم، علما بأن الأمطار قد تسقط في النصف الثاني من نوفمبر حسب الاستقراء المناخي لمدينة جدة، علما بأن فصل الخريف الذي نحن فيه يعتبره المتخصصون فصلا انتقاليا، يأخذ أحيانا خواص موسم الصيف في أوله أو خواص موسم الشتاء في آخره. ونوه الدكتور المزروعي إن موسم الأمطار في المملكة طويل نسبيا يمتد من شهر نوفمبر وحتى نهاية شهر أبريل، وقد تهطل أمطارا محدودة في شهري أكتوبر ومايو، وحيث أننا في منطقة شبه مدارية وشبه صحراوية فإن الأمطار لا تتبع في العادة نمطا معروفا، بل غالبا ما تسقط بشكل غير منتظم، فمثلا يحصل على مدينة جدة أن تهطل أمطار الموسم كله في يوم أو يومين، على سبيل المثال يوم في شهر نوفمبر ويوم آخر في شهر يناير، أو حتى شهر أبريل. الدكتور المزروعي خلص إلى القول: إن التوقعات طويلة المدى الصادرة عن المراصد المناخية العالمية بشكل عام ومنها المرصد الياباني أو الروسي دائما ما تكون منخفضة المصداقية حيث أنها لا يمكن بحال من الأحوال أن تتنبأ بالحالات المتطرفة جدا، ومن هذه الحالات المتطرفة ما حصل العام الماضي في مدينة جدة حيث هطلت الأمطار بكميات كبيرة قياسية ومتطرفة غير مسبوقة، وصلت كميتها حسب مرصد جامعة الملك عبد العزيز إلى 111 مليمتر. وبحسب تقارير الأرصاد تتحرك السحب الركامية الرعدية في فترة ما بعد الظهيرة اليوم على مرتفعات جازان، عسير، والباحة، تمتد حتى الطائف. وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن تنشط الرياح السطحية المثيرة للغبار والأتربة، وتحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق شرق المملكة وأجزاء من منطقة الرياض وتشمل وادي الدواسر، وأن تزداد نسبة الرطوبة على الساحل الشرقي للمملكة، مع فرصة لتكون الضباب الخفيف في ساعات الليل والصباح الباكر ، سماء صحو بوجه عام على معظم المناطق. وفيما يخص البحر الأحمر، توقعت الأرصاد أن تكون الرياح السطحية شمالية غربية إلى غربية بسرعة 15- 38 كم/ساعة، وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف، يصل إلى مترين خاصة على النصف الشمالي، وحالة الموج خفيف إلى متوسط. أما بالنسبة للخليج العربي فتكون الرياح السطحية شمالية إلى شمالية شرقية بسرعة 18 – 42 كم/ساعة، وارتفاع الموج من نصف المتر إلى متر ونصف، يصل إلى مترين فترة الظهيرة، وحالة الموج متوسط.