ذهبت إلى الطائف لحضور فعاليات سوق عكاظ بدعوة كريمة من القائمين على السوق وقد وجدت فيها ما يجعلني أقول بأنه قائم على فكرة خلاقة فيما تعبر عن هذه الفكرة واستعادة للماضي وحضور لموروث وتاريخ إذا صح أن موقع سوق عكاظ هو في موقعه الذي عليه الآن ذلك أن هناك جدلا حول صحة ودقة هذا الموقع غير أن ما لفت نظري هو الحضور الثقافي والفكري والأدبي لهذا السوق / المهرجان والمتمثل في نخبة من الأدباء والمثقفين والباحثين والشعراء من سعوديين وغير سعوديين جاء معظمهم من مناطق بعيدة ومن أقطار عربية كمصر والسودان وتونس وسوريا والخليج وهو ما يعد قيمة وإضافة لسوق عكاظ بوصفها سوقا عربية تتجلى فيها معاني العبقرية والإبداع وبالرغم من الأخطاء التنظيمية وعدم الالتزام بمواعيد الندوات والأمسيات بشكل دقيق كما حدث في ندوة الإعلام وتحديات المستقبل حيث تأخر موعدها لقلة الحضور وارتباط أغلب المدعويين بمناسبة أخرى وقد جاءت على هامش فعاليات السوق. لقد كان الشعر عبر الأمسيات الشعرية حاضرا وبقوة ومن خلال مسرحية «زهير بن أبي سلمى» التي أثير حولها حوار تمثل في نصها وإخراجها معا فثمة من رأى بضعف النص وأن هذا النص جاء مفككا وغير مترابط، فيما رأى البعض الآخر أن هناك إسقاطات سياسية على الأوضاع الراهنة جعلت النص ليس حياديا ولا مبرأ من لوثة السياسة إلا أن براعة الممثلين غطت على الثغرات الموجودة في النص وعلى جعل المسرحية أكثر فنية منها سياسية بالرغم من أني أرى أن لا فصل ما بين ما هو فني وإبداعي وبين ما هو سياسي ذلك أن السياسة جزء أساسي من الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. كنت اقترحت أن تكون هناك مسرحيات شعرية في السنوات المقبلة وذلك لجعل سوق عكاظ تأسيسا لمرحلة جديدة للمسرح الشعري في المملكة وهو ما يجعل سوق عكاظ بقدر ما هو ملتقى ثقافي وفكري واقتصادي هو ملتقى شعري بالدرجة الأولى وحالة إبداعية خاصة.. إن سوق عكاظ بقدر ما يمثل استعادة للماضي واستحضارا للتاريخ في أبهى تجلياته وأجمل جوانبه ينبغي أن يكون منصة انطلاق نحو الفضاء العربي والعالمي وهو ما يجعله أكثر خروجا من محليته ليصبح يمثل الخطاب الثقافي والحضاري السعودي الذي ينبغي أن يتوازى ويتساوى مع الخطاب السياسي والقوة والروحية والاقتصادية للمملكة ذلك أن الحضور السياسي والاقتصادي والروحي والغنائي والرياضي هو الأكثر حضورا على المستوى الإقليمي والعربي وحتى العالمي قياسا بما هو ثقافي وإبداعي وعلمي. علينا الذهاب إلى المستقبل من خلال سوق عكاظ لا الاتكاء على الماضي والوقوف طويلا داخل وعند خيمة هذا الماضي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة