يعكف فريق من الإدارة العامة للتربية والتعليم على تنظيم الجناح الذي يقع على جادة عكاظ، ويضم المعرض الذي تشرف عليه الوزارة 30 لوحة من أعمال المشاركين في جائزة الخط العربي، وعدد من الأعمال الفائزة في مسابقة التصوير الضوئي بسوق عكاظ. بينما تضع أمانة الطائف اللمسات الأخيرة على جادة عكاظ بعد دعمها لبعض الأعمال التي نفذتها العام الماضي والمتمثلة في إنشاء مدرجات الفنون الشعبية في بداية الجادة من الجهة الشمالية، وتركيب إنترلوك كلاسيكي لممرات الجادة وأعمدة إنارة وزيادة فوانيس الإنارة وتمديد كيبل كهربائي لتقوية الإنارة خلف الجادة بطول 2000 متر، إضافة إلى الاهتمام بنظافة الموقع وإزالة النباتات العشوائية ونصب اللوحات الإرشادية والتوجيهية لسوق عكاظ، وألعاب الأطفال. وقال أمين الطائف المهندس محمد عبدالرحمن المخرج ل"الوطن": إن فرق الأمانة بدأت أعمالها منذ وقت مبكر، ولا تزال تواصل العمل على مدار الساعة من أجل تهيئة الجادة والانتهاء في الوقت المحدد. إلى ذلك، يحل أسد الشعراء الجاهليين زهير بن أبي سلمى ضيفا على النسخة الخامسة للسوق حيث تتناول المسرحية الحدث الرئيسي في السوق شخصية الشاعر متجاوزة مرحلتها التاريخية إلى لحظات تاريخية أخرى تمتلك تعقيدات مشابهة. وبحسب القائمين على العمل، يستلهم نص المسرحية إنسانية الشاعر وحكمته وحبه للسلام، بأسلوب درامي غير مباشر يعتمد على علامات مسرحية تشير للحوادث الراهنة ولا تسميها، وبعيدا عن السرد التاريخي للشخصية، حيث تبدأ المسرحية من الزمن الذي توقفت فيه حرب "داحس والغبراء"، انطلاقا من جثث قتلى المعركة من "عبس وذبيان". وفضلا عن ذلك، يرجع اختيار شخصية الشاعر زهير بن أبي سلمى موضوعا لمسرحية هذا العام إلى موقعه في تسلسل شعراء المعلقات في أمهات الكتب العربية ودواوين المعلقات، حيث يحل ترتيبه ثالثا بعد الشاعرين امرؤ القيس وطرفة ابن العبد، ما يؤكد أن القائمين على سوق عكاظ حريصون على تغطية شعراء المعلقات ورموز الشعر العربي. المسرحية التي تواصل بروفاتها النهائية هذه الأيام بين الرياضوالطائف، اتكأت على موروث زهير بن أبي سلمى من روايات وقصص وبحوث، واستثمرتها لإبراز ما يمثله الشاعر من حكمة وبصيرة إزاء ما أحاط به من أحداث معقدة اندلعت بسببها نزاعات وحروب، مستكشفة العوالم الدرامية لهذه الشخصية، ما يعني أنها لن تكون سردا تاريخيا لحياة الشاعر، بل استحضارا للحياة السياسية والاجتماعية في ذلك الحين وإسقاطها على عصرنا الحالي، مع الاحتفاظ بوثيقة الشاعر في كتب التاريخ. منتج المسرحية عمرو جابر القحطاني قال "نقدم زهير بن أبي سلمى كشاعر ساهم في خلق السلام في عصره، وهو الأمر الذي نحتاجه في زماننا هذا، وركزنا في استحضارنا للماضي على عنصر السلام وقوة الصف الواحد كمطلب رئيس". واستطرد القحطاني "أبدع الكاتب شادي عاشور في هذا العمل من خلال قراءته للحدث وإسقاطه على الوقت الراهن، كما رسم المخرج رجاء العتيبي شكلا بصريا خلاقا سيجسد أحداث العمل على خشبة المسرح بطريقة إبداعية تتكامل فيها العناصر الفنية، لتظهر بصورة تتوازى مع مسرح عكاظ، والذي يعد اليوم أهم مسرح يقدم في السعودية، من خلال مساحة الطرح والمعالجة لموضوعاته، والتي اكتسبها من وعي القائمين على سوق عكاظ وحرصهم على خلق الجديد ودعمه بكافة السبل". وقال مؤلف المسرحية شادي عاشور "كتبت مسرحية الشاعر زهير من خلال اصطياد لحظات محددة في تاريخه الشخصي، والتقطت من حياته ما كان جديرا بأن يكون مسرحية قابلة للعرض، فلم أكتب زهير ذاته، وإنما كتبت روح زهير". وتابع "كتب النص كمقاربات تتقاطع مع أحداث عصرنا الحالي، ولم تنقل زهير في أذهاننا، حيث ابتدعنا شخصية ثانية للشاعر، من خلال منهجية تختلف عن منهجية الباحث العلمي"، آملاً أن تكون المسرحية على مستوى تطلعات سوق عكاظ. وأضاف عاشور "على سبيل المثال، ستتضمن المسرحية استعراضا كبيرا لمعركة داحس والغبراء ودور الساسانيين والمناذرة في إشعالها"، مؤكدا أن المسرح يقدم فكرا وتحليلا ومعالجة، وليست وظيفته فقط نقل التاريخ. من جانبه، بين رجاء العتيبي أن تقديم شخصية زهير يجيء من خلال فلسفة واعية قرأت تاريخه جيدا، وستظهره كنص بصري مواز يدعم فكرة النص ويعزز أفكاره، مشيرا إلى أن مهمته الأساسية كمخرج للعمل هي إظهار عمل ملحمي كبير كمسرحية زهير، تتركز في تصميم عرض بصري قائم على شروط السينوجرافيا من خلال تأثيث الفضاء المسرحي بفرجة بصرية مستمرة لا تنقطع، ومليئة بالدهشة والتكوينات والعلامات، ونتطلع لأن يكون العمل قيمة مضافة للمسرح السعودي. ويضم طاقم عمل المسرحية عبدالله عسيري، ويعقوب الفرحان، وتمثيل شجاع نشاط، وعبدالله فهاد، وفيصل الحلو، ومحمد الشدوخي، وخالد الصقر، وتنفيذ السينوجرافيا سعود العبداللطيف، وتصميم الديكور محمد عسيري، وستقدم في خمسة عروض مسائية تبدأ عند الساعة 9.30 مساء ويستمر كل عرض منها لنحو 30 دقيقة، وسيكون العرض متاحا لجميع أفراد الأسرة.