إن احتفال بلادنا وأبنائها بذكرى اليوم الوطني يعني في المقام الأول تذكر ما بذله مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز رحمه الله ومن معه من فرسان هذا الوطن من أجل توحيد الأرض والقلوب معا. إن هذا يحملنا رسالة بالغة الأهمية، ألا وهي أن نحافظ على هذه الوحدة وأن نصونها لأن ثمارها اليانعة هي ما ننعم به من أمن وارف ونماء مزدهر وحاضر مشرق ومستقبل واعد بالخير. إن حب الوطن ليس نشيدا نتغنى به أو حديثا نردده، بل إن الحب الحقيقي هو أن نترجمه عطاء لهذا الوطن الغالي وإسهاما في نماء صحاريه، وحفاظا على أمنه، وتمسكا بوحدته، والحفاظ على عقيدته النقية التي قام عليها. إننا ولله الحمد كما قال خادم الحرمين الشريفين «إننا نعيش في ظل وحدة وطنية أصبحت ولله الحمد أنموذجا فريدا فيما تتسم به من تقدير ولحمة بين قادة هذه البلاد وشعبها الوفي». إن هذا الأنموذج الفريد لوحدتنا يستوجب منا أولا شكر الله على أن وحد أرضنا بعد شتات، وقلوبنا بعد تنافر، ومناطقنا بعد افتراق، وثانيها أن نحمل عبق الوفاء لمن وحد هذا الكيان ومن معه من الرجال، وقمة الوفاء هو أن نصون وحدة هذا الوطن وأمانه ونماءه، وثالثها أن نسخر كل جهودنا وقدراتنا من أجل تنميته المستدامة ليبقى للأجيال القادمة وطنا شامخا آمنا كما استلمناه ممن سبقونا، إن هذا الوطن أعطانا الكثير، وعلينا وعلى أجيالنا أن نرد له الدين بالمزيد من العطاء ليظل شامخا في فضاء هذا الكون. إن الملك عبد العزيز رحمه الله عندما انتهى من توحيد بلادنا التفت إلى جوانب تنميتها حسب إمكانات البلاد في ذلك الوقت، ثم جاء أبناؤه من بعده ليكملوا المسيرة فانتشر التعليم، وبنيت المستشفيات وامتدت الطرق وقامت الجامعات. * نائب أمير منطقة الرياض