تفاعلت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مع الملف الذي طرحته «عكاظ» حول مضامين خطب الجمعة الذي نشر على جزءين فقد بين مستشار وزير الشؤون الإسلامية الدكتور ماجد المرسال أن الوزارة أولت الموضوع اهتماما كبيرا وسيتم الاطلاع على ماخرجت به من توصيات وملاحظات لتلافيها وتطبيقها على أرض الواقع، مشيرا إلى أن الوزارة تستفيد من أي موضوع إيجابي يساهم في معالجات السلبيات وتنمية الإيجابيات، مقدما شكره ل«عكاظ» على الطرح الإيجابي البناء الذي شاركت فيه جميع أطياف المجتمع. ولم يكن تفاعل الوزارة هو الوحيد فقد وجد الملف تفاعلا جيدا من خلال ردود المتصفحين للموضوع عبر الموقع الإلكتروني للجريدة من خلال تأكيدهم على ضعف مضامين خطبة الجمعة وضرورة الاهتمام بها لتلامس اهتمامات واحتياجات المجتمع وتكون جذابة وذات تأثير كبير بين الناس، فالقارئ الذي أطلق على نفسه اسم الشيخ أشار إلى أنه كلما كانت الخطبة موجزة وقصيرة وبليغة ومؤثرة كانت أكثر تأثيرا في النفوس ونفعا وإرشادا وبالتالي تتحقق الفائدة التي شرعت من أجلها الخطبة. ووجد البعض فرصة لشكوى خطباء مساجدهم من خلال الردود فقارئ أطلق على نفسه اسم «صالح» قال: الخطب تجلب النوم لمن لديه أرق، مشيرا إلى أن الخطباء يتحدثون عن أمور ليست محرمة كقيادة المرأة للسيارة ويحاولون تحريمها، مشبها الخطب بالمنومات. ويشير القارئ أبو فيء إلى أنه ليس كل من تخرج من كلية الشريعة يصلح خطيبا للجمعة، ويبدى تذمره من إمام وخطيب مسجده في حي الكندرة قائلا: «عندنا خطيب في الحي عليه وعلى الدنيا السلام، فالناس في وادٍ وهو في وادٍ آخر، وإلى الله المشتكى». ودعا بعض القراء للمشاركة في وضع التوصيات حينما طالب قارئ أطلق على نفسه اسم صقر بوضع دورات للخطباء، داعيا الخطباء إلى الاهتمام بحسن ترتيب أفكارهم ومخاطبة عقول المصلين بما يفهمون مبديا تعجبا كبيرا من خطباء يتحدثون عن السعادة في أول الخطبة لينقلبوا إلى موضوع لاعلاقة له بالسعادة كالإرهاب. ويدعو القارىء نعيم خياط إلى أن تكون خطبة الجمعة خطبة ترغيب لاترهيب قائلا: «يتطلب وضع معايير ومؤهلات لخطب الجمعة، كذلك عدم اقتصار الاختيار على منطقة معينة، وأن تعطى الأفضلية للكفاءة والإمكانيات». أما القارئة إيمان الأمير فرأت أنه لكل مقام مقال، مشيرة إلى أن بعض الخطباء استغلوا منبر الجمعة لأغراض أخرى غير جيدة، إما بالتحريض أو مناقشة مواضيع مل منها السامع لأنها تكررت عبر القرون والقرون». وأضافت: «قد تكون خطبة الجمعة مجرد سرد كلام من دون وضع حلول للمشكلة أو حتى مناقشتها، ومن هنا يتبين لنا عدم الثبات والتوازن في ما يلقى على السامع من حيث أهميته، فأئمة المساجد يعانون من الدوار ولا يعلمون كيف يستقرون». ويعلق أستاذ نظم القضاء في جامعة الملك عبد العزيز والخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة الدكتور حسن سفر على الملف بقوله: «أكثر خطب الجمعة تقليدية ومكرورة وبعيدة عن العمق وهزيلة الطرح وبعيدة عن فقه ونوازل المجتمع وقضايا الأمة، الأمر الذي يؤدي بالمصلين إلى أن يحركوا عقارب الساعة أو يصرفوا أنفسهم عن روحانية المسجد ويهربوا إلى مساجد أخرى بحثا عن خطيب يملأ العين ويشفي نهم العقل».. وأضاف سفر مطالبا: نحن «نحتاج إلى إعادة تأهيل عناصر خطبة الجمع وتكثيف الدورات في طريقة طرح ومعالجة المستجدات، وتعيين أئمة متفرغين للإمامة والخطبة حتى يركزوا في الخطبة المقدمة».