أحال مجهولو الهوية المباني المهجورة في حي البطحاء في الرياض إلى أوكار لتعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة وشرب المسكر، وبالرغم من إغلاق بعض هذه المباني من قبل الجهات المختصة، إلا أن وجود المخلفات وعبوات المسكر داخلها يؤكد سهولة التسلل إلى هذه المباني المجاورة للعمائر السكنية. وفيما يتعاطى بعض المجهولين الممنوعات داخل هذه المباني، فضل العديد من سكان الحي الانتقال إلى أحياء مجاورة لا توجد فيها مبان مهجورة، خوفا على أسرهم وأطفالهم من خطر هؤلاء المجهولين. خالد العلي من حي البطحاء في الرياض، يقول «تثير هذه المباني المهجورة القلق والخوف لدى سكان الحي والعاملين في المحال التجارية المجاورة لهذه المباني، خصوصا وأن العديد من مجهولي الهوية اتخذوها مواقع لممارسة الأفعال المشينة من تعاطي المخدرات وشرب المسكرات». وأضاف تنتشر في محيط وداخل هذه المباني المهجورة العديد من عبوات العطر الفارغة التي يشربها المجهولون. وانتقد بقاء هذه المباني المهجورة على وضعها الحالي منذ عدة أعوام ما وفر مواقع مناسبة للمجهولين لتعاطي المخدرات وشرب المسكرات، ما يثير الريبة والخوف لدى السكان. وطالب العلي المجلس البلدي في الرياض والجهات المعنية في أمانة المنطقة على اتخاذ اللازم بشأن هذه المباني المهجورة الموجودة في وسط الأحياء السكنية وبالقرب من المحال التجارية والشوارع العامة. واستغرب خالد فيصل من عدم إزالة المباني المهجورة المجاورة للعمائر السكنية، خصوصا بعد استغلالها من قبل ضعاف النفوس في ممارسة الأعمال اللا أخلاقية، مشيرا إلى أن المباني المهجورة ساهمت في انتشار مجهولي الهوية داخل الأحياء السكنية. وأضاف «يخشى العديد من السكان الخروج بأسرهم ليلا لانتشار المجهولين في الطرقات والشوارع الداخلية بشكل مريب، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى الانتقال لأحياء مجاورة». وطالب أمانة منطقة الرياض العمل بشكل عاجل وجدي لإيجاد الحل المناسب والأمثل لهذه المباني المهجورة، من خلال إزالتها أو إغلاقها بإحكام لمنع تسلل المجهولين داخلها. أما محمد الجميل من سكان البطحاء، يقول «أصبحت المباني المهجورة تشكل هاجسا على معظم السكان، بل أصبحنا نخشى على أبنائنا وأطفالنا من وجودها، خصوصا وأن المرتادين لهذه المواقع المهجورة هم أشخاص غير أسوياء يشكلون خطرا على أنفسهم وغيرهم». شكاوى المباني من جانبه، أوضح عضو المجلس البلدي في الرياض الدكتور فرحات طاشكندي، أن المجلس البلدي لم يتلق أية شكاوى بخصوص المباني المهجورة في الوقت الراهن، مشيرا إلى تلقي المجلس قبل ثلاثة أعوام شكوى بشأن سوق مهجورة في حي الشفاء جنوبي الرياض، واتخذ المجلس اللازم حياله حيث خير أمانة الرياض، إما بإزالة السوق أو تطويرها حتى لا تتحول إلى موقع لتجمع المخالفين ومجهولي الهوية. واعتبر أن المباني المهجورة تضر بقيمة العقارات في المناطق والأحياء التي توجد فيها، خصوصا وأن السكان يفضلون الانتقال إلى الأحياء المجاورة خوفا على أطفالهم وأسرهم، ما يتسبب في انخفاض أسعار العقارات القريبة للمباني المهجورة. وأضاف «يباشر المجلس البلدي أي بلاغات تتعلق بالمباني والأسواق المهجورة، ويعمل على أمرين إما إزالة المباني أو إعادة تطويرها واستثمارها مرة أخرى من قبل أمانة منطقة الرياض».