تجرح الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الصرف الصحي صيام سكان حي الجبس جنوبي الرياض، الذين يضطر العديد منهم إلى الإفطار بمجرد وصول هذه الروائح إلى أنوفهم. وتقضي العوائل ليالي رمضان بالخوف من مجهولي الهوية ومتعاطي المخدرات الذين اتخذوا من المنازل المهجورة المنتشرة في الحي ملاذا آمنا لممارسة أعمالهم المشبوهة، لا سيما أثناء توجه المصلين إلى خارج الحي لأداء صلاة التراويح. يقول سالم القحطاني (من سكان الحي): نعيش في خوف مطلق على أسرنا من مجهولي الهوية ومتعاطي المخدارت الذين ينتشرون في أرجاء الحي أثناء توجهنا لأداء صلاة التراويح في الجوامع القريبة من الحي كون حينا لا يضم جامعا كبيرا لإقامة صلاة التروايح. وأضاف: على الجهات المعنية العمل بشكل عاجل على إزالة المنازل المهجورة التي أصبحت تزداد يوما بعد آخر لعدم إزالتها، والاستفادة من مواقعها في توفير كافة احتياجات الحي من المشاريع الخدمية كإنشاء جامع أو حديقة عامة. واشتكى ناصر القحطاني من انتشار الوافدين ومجهولي الهوية من مختلف الجنسيات داخل الحي، خصوصا في ليالي رمضان التي يستغلونها في السهر والسمر حتى أوقات متأخرة من الليل، دون أدنى اعتبار لمشاعر الأسر التي تقطن في الحي. وطالب دوريات الأمن والجوازات بالتواجد المكثف داخل الحي لمنع انتشار الوافدين داخله خلال الأوقات المتأخرة من الليل. وأشار محمد العنزي إلى أن العديد من الوافدين، خاصة من الجنسية الآسيوية، عمدوا إلى ترميم المنازل المهجورة واتخذوها مساكن لهم بشكل مخالف. شوارع متهالكة وأنتقد نافع العنزي غياب الصيانة عن الشوارع الداخلية للحي خاصة أنها تعاني من انتشار الحفريات التي تنفذها عدد من الجهات ولا تعمد إلى سفلتتها إلا بعد مرور وقت طويل، ما جعل العديد من الشوارع متهالكة وبحاجة ماسة لتنفيذ مشاريع سفلتة وصيانة. وأضاف: نعاني من مشكلة خلال مراجعتنا للبلدية، فالحي يتبع لبلدية السلي الفرعية الواقعة شرقي الرياض وهي بعيدة عن الحي، رغم توفر بلدية فرعية في حي العزيزية المجاور لنا، فلماذا لا نتبع لها لنرتاح من قطع مسافات طويلة لمراجعة بلدية السلي. تصريف سيئ وأعتبر فارس محمد طفوحات مياه الصرف الصحي مصدر الخطر الحقيقي على سكان الحي، خاصة أنها لوثت البيئة بشكل كبير وساهمت في انتشار الحشرات والقوارض الضارة في الطرقات والشوارع الغارقة بالمياه الآسنة. وأضاف: عند هطول الأمطار تتضاعف معاناتنا حيث تبقى الشوارع والمنازل المهجورة غارقة في المياه لأيام عدة، مطالبا الجهات المعنية بالعمل على تنفيذ مشروع لتصريف مياه الصرف الصحي لخطورتها الشديدة على الصحة العامة. سيارات خربة وتساءل نواف العنزي عن أسباب تخلف الجهات المعنية عن إزالة السيارات الخربة القديمة المنتشرة في الحي، وقال «نخشى أن تكون هذه السيارات مسروقة وألقيت في الحي بعد أن نفذت بها جرائم عدة، كون الحي لا يعرفه الكثيرون ولا يدخله إلا سكانه». وأضاف: هذه السيارات قابلة للاشتعال في أية لحظة كما أنها تزيد الشوارع تشويها على تهالكها. خدمات عامة ويطالب سعيد العنزي الجهات المختصة بتوفير مختلف الخدمات العامة في الحي، أسوة بالأحياء المجاورة له، مشيرا إلى أن الحي بحاجة ماسة الى استحداث مدارس جديدة للبنات والبنين، خاصة أن الطالبات والطلاب عليهم التوجة إلى حي العزيزية القريب لتلقي التعليم. عبده سليمان، تساءل عن أسباب عدم إنشاء مركز صحي لاستقبال المرضى والمراجعين من الحي، مشيرا إلى أنهم يضطرون إلى مراجعة المراكز الصحية القريبة من الحي. وانتقد علي البيشي غياب مركز للهلال الاحمر والدفاع المدني عن الحي، خاصة أنه محاط من مختلف الجهات بمصانع عدة قابلة لاندلاع الحرائق في أي وقت، وقال «أقرب مركز للدفاع المدني للحي يقع في حي الدارالبيضاء». ويآمل محمد القحطاني توفير قطعة أرض داخل الحي وتخصيصها كمقبرة للسكان، لا سيما أن المقبرة الوحيدة في الحي مهجورة وآخر من دفن داخلها قبل 40 عاما. ويقول «لا بد من إنشاء مقبرة جديدة وتضم المرافق اللازمة كافة؛ لأن سكان الحي يدفنون موتاهم في المقابر المجاورة لا سيما مقبرة جنوبي الرياض. تعويض السكان من جانبه، أكد عضو المجلس البلدي في الرياض الدكتور فرحات طاشكندي، زيارة أعضاء المجلس ميدانيا لحي الجبس والاستماع لمطالب السكان التي تم عرضها في المجلس، وأحيلت التوصيات والمقترحات إلى أمانة المنطقة. وأضاف: كان من ضمن أطروحاتنا تعويض سكان الحي ونقلهم إلى موقع آخر أو العمل على تطويره بالشكل المناسب. مشروع للصرف وأوضح مدير وحدة أعمال الرياض في الشركة الوطنية للمياه المهندس نمر محمد الشبل، بأنه يجري حاليا تنفيذ الخط الرئيس لشبكة الصرف الصحي في الجبس، وسيتم بعده البدء في تنفيذ خطوط الشبكة الداخلية، تمهيدا لتنفيذ التوصيلات المنزلية للحي بداية العام المقبل.