•• ما عاد بي رغبة في سباق الأيام الزائف.. التي امتلأت بها وامتلأت بي.. ومع كل هذا بقي لي اليوم الأخير الذي لم يضق بي ولم أضق به.. •• نعم قد يتملكني إحساس بالتفاؤل بأن أبواب النهار الذي أرقبه وأتمناه وانتظره لم تغلق!! •• قد يكون هناك الكثير من الجحود والنكران ولكن لابد من أن يكون في نهاية النفق «القليل من الوفاء» !! والأمل ونحن في دنيانا قد نشقى بالأولى ونبتهج بالثانية، ولكن لا هذه ولا تلك قد تغير حال الدنيا وأهلها.. •• الناس في معظم الحالات محكومون بمصالحهم وظروف حياتهم بعضهم يقف على عتبة أيامه الأخيرة حيا فلماذا نطلب منهم الموت.. •• «جوته» عندما أرادوا قتله ومنعوه عن الكتابة.. لعشرين عاما.. ابتسم ساخرا وقال: إنهم لم يدركوا أنني أملك أكثر من لسان.. وأكثر من لغة وأكثر من اسم.. وبقي يكتب بعدة لغات وبأسماء مستعارة وينتقد الألمان، لقد كان يجيد ست لغات إجادة كاملة.. ولم يكن يعرفه أحد.. وقد نقل فن شكسبير وترجم «لفولتير».. وعندما وضع اسمه للمرة الأولى على كتابه «آلام فارتر» ذاع صيته وانتشرت شهرته واقتحمت الأبواب المغلقة وعبرت القارات.. وبقي الألمان وعلماؤهم الكبار بعده خمسين عاما ليكملوا قاموسه في اللغات «قاموس جوته»، وانتشرت معاهد جوته لتعليم اللغات في كل أنحاء العالم.. جوته هذا لم تنشر له صورة واحدة.. وبقي اسمه مجهولا لمدة ستة عشر عاما برغم إنتاجه الغزير.. •• نعم هناك الكثير من الأدباء والكتاب.. في عالمنا اليوم لا يعرفهم أحد لأنهم اختاروا الكتابة عن الهم الإنساني الأكبر وبطريقة أكثر عمقا، وتركوا خلفهم تلك الهموم الصغيرة التي لايخلو مجتمع منها.. فالكل يكتب بإسهاب عن البلدية والمجاري والأمراض المعدية ووزارة الصحة والعمل والبطالة وغلاء الأسعار والمستنقعات ونسوا أنهم غارقون في مستنقع أكبر... فعقولهم لاتعمل إلا في تلك القنوات الضيقة والمحدودة.. ولم يتحرروا منها للخروج إلى الفضاء الأرحب ومعاناة البشر في كل أرض من الفقر والمجاعة والحرب والطغاة.. والعدوان.. إن ثمة حروبا تشتعل في هذه الدنيا أهم بكثير من حرب البعوض وانفلونزا الخنازير.