انتقدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، تزايد حالات المعتلين النفسيين والأفراد الذين يعانون من أعراض مرضية عقلية، واستغربت تركهم هائمين في الشوارع، بعيدا عن دائرة اهتمام الجهات المعنية بهم، وأكدت الجمعية على تلك الجهات ضرورة أدائها لمسؤولياتها تجاه هذه الحالات واحتوائها بالعلاج والرعاية. وكانت الجمعية قد رصدت عددا من حالات المعتلين النفسيين هائمين في مواقع متفرقة، إثر تلقيها شكاوى من مواطنين، وأشارت الجمعية إلى أن التفاعل مع حالات المعتلين النفسيين في الشوارع لا زال بطيئا. وأكد المشرف العام على فرع الجمعية في منطقة المدينةالمنورة الدكتور محمد سالم العوفي، تلقي الجمعية شكاوى حول وجود معتلين نفسيين يترددون على بعض المواقع في شوارع المنطقة، مبينا أن آخر الحالات التي وردت للجمعية كانت تتحدث عن معتل نفسيا اتخذ من مسجد الإجابة الواقع على الطريق الدائري الأول مكانا لجلوسه طوال ساعات النهار منذ عدة سنوات، دون تدخل جهات الاختصاص، مضيفا ذهبت إلى المسجد المعني، وألتقيت عدداً من المصلين وسألتهم للتحقق من حالة هذا المريض، فأكد لي أكثر من شخص أنه يتردد على المسجد منذ فترة طويلة في فترات متقطعة، إلا أنه انقطع خلال الأيام الماضية. وأكدت الجمعية أنها بصدد مخاطبة جهات الاختصاص بشأن عدد من الحالات، إحداها رصدت في حي الفيصلية وأخرى في باب السلام، فيما وردت شكاوى من مواطنين عن هذه الحالات في تلك المواقع، وجرى التثبت من قبل الجمعية ميدانيا من وجودها، وأبان العوفي أن فرع الجمعية أعد ملفا خاصا بحالات المعتلين النفسيين لمتابعة الإجراءات المطلوب اتخاذها من قبل الجمعية والجهات الحكومية المعنية حول التعامل مع حالات المعتلين النفسيين الهائمين في شوارع المدينة. وتناولت «عكاظ» في وقت سابق حالة معتل نفسيا ظل قابعا في غرفة مهجورة لأكثر من عامين، بعد تعذر إيوائه عدة مرات في مستشفى الصحة النفسية، حيث ينقله أفراد أسرته للمستشفى ويتلقى علاجا وجرعات دوائية مؤقتة قبل إعادته من قبل حراس ومرضى المستشفى إلى منزل أسرته، ما اضطر أشقاءه إلى وضعه في غرفة مهجورة نتيجة خطره على أفراد الأسرة، وعدم إمكانية السيطرة على تصرفاته، تدخلت بعدها الشؤون الصحية وبعثت فريقا أشرف على نقل المريض للمستشفى وعلاجه، حيث أمضى عدة أشهر قبل أن يخرج إلى أبنائه وأسرته بوضع صحي مستقر. من جانبه، أوضح مصدر طبي بأن مستشفى الصحة النفسية في المدينةالمنورة يضم أكثر من 20 ألف ملف طبي لمعتلين نفسيين تلقوا علاجهم في المستشفى منذ افتتاحه.