فقدت الساحة الفنية السعودية أمس الأول، الفنان عبدالستار صبيحي، بعد أن وافته المنية فجأة وسط مواصلته العطاء الفني. ومع وفاة الصبيحي تكون الساحة الفنية السعودية قد خسرت واحدًا من ألمع نجوم جيل رواد الكوميديا الحجازية ومحبوب الأطفال وهو من الذين ساهموا في رسم الابتسامة من خلال الإذاعة والتلفزيون. هذا ويقام اليوم الأحد مراسم العزاء لليوم الثاني بمنزل الفقيد بحي المحمادية بجدة ، وعبر عدد من الإعلاميين والفنانيين عن حزنهم على رحيله . مدير عام إذاعة جدة الدكتور عبدالله عثمان الشائع قال: إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقه لمحزونون.. بوفاة الأخ والزميل والصديق الغالي عبدالستار صبيحي فقَدت الإذاعة نجمًا من نجومها، ورائدًا من رواد العمل الإذاعي في المملكة، وركنًا ركينًا من أعمدة الكلمة المسموعة لإذاعتنا في بلدنا الحبيب، فهو ممّن تألقوا على مدى خمسة عقود، وبرزوا في مجال الإعداد والتمثيل والدراما الإذاعية، حيث اشترك في العديد من الأدوار الرئيسة في الأعمال التاريخية والسباعيات والمسلسلات، ولقد ترك الفقيد بصمات واضحة في مسيرته الإذاعية وتدرب على يديه جيل كامل من الشباب الذين تخرّجوا في مجالات التمثيل، والآن وفي هذه اللحظات التي أدلي لكم بهذا الكلام يذاع للفقيد عملان إذاعيان هما: «سألوني الناس»، وهو برنامج يتناول ويتحدث عن أناس كانت لهم بصماتهم في المجتمع، إذ يلتقي بهم الفقيد بعد أن تواروا عن الأنظار، كما يتحدث البرنامج الثاني وعنوانه «سلوكيات»عن بعض السلوكيات الخاطئة في المجتمع.. ويضيف الدكتور الشائع: هذا عبدالستار من الجانب المهني، وأمّا من الجانب الشخصي فإنه يمتاز بخفة الظل، وكانت الابتسامة لا تفارق محيّاه، وكان يدخل السرور والبهجة على قلب كل من يعرفه أو يلتقيه بقفشاته الحميمة المهذبة ووفاته خسارة كبيرة جدًا على الإذاعة التي يشرّفها أن تبادله اليوم «الوفاء بالوفاء» و»الحب بالحب» وهي بصدد إعداد برنامج خاص مدته ساعة كاملة يتحدث خلالها زملاؤه وأصدقاؤه عن مسيرته وأعماله وإنسانيته، كما سيتضمن البرنامج لقطات للعديد من الأعمال التي قدمها صبيحي خلال مسيرته الحافلة بكل تألق ونجاح.. نسأل الله للفقيد الرحمة ولأهله ولنا الصبر والسلوان. أنا حزينة جدًّا جدًّا جدًّا، ولم أكن أتمنى أن أرى هذا اليوم، والموت حق على كل مسلم.. هذا ما قالته مديرة إذاعة البرنامج الثاني دلال عزيز ضياء، وأضافت: كنت أتمنى فقط أن يتم تكريم هذا الرجل قبل وفاته، وقد سبقه بالرحيل عدد من الأساتذة الذين لا ننسى ما قدموه، وقد تخونني الذاكرة في هذه اللحظة، فلا أتذكر الجميع، ولا يحضرني الآن سوى اسم أو اسمين منهم «الشريف العرضاوي» فهم مجموعة كبيرة أفنوا زهرة أعمارهم، وسنوات شبابهم في أروقة الإذاعة، ولم يجدوا من التكريم والتقدير شيئًا!.. بل على العكس كانوا يحاسبون محاسبة كأنها متاجرة الدكاكين الصغيرة على حلقاتهم الإبداعية في مجال التمثيل الإذاعي الذي أراه تفوق جدًا على التلفزيوني لصدقه والتصاقه بالمجتمع، ولأنه من أساتذة التمثيل وممن أسّسوا لفن التمثيل الإذاعي. عبدالستار كان صوته يملأ أرجاء الإذاعة بكل استوديوهاتها وممراتها ولن تنسى أعماله الرائعة رغم رحيله الهادئ دون أن يطالب بأي تقدير من أحد وكم أتمنى أن تجد أعماله التكريم اللائق من قبل جمهوره وتلاميذه وزملائه وأصدقائه ويبقى العزاء لنا.. وللدكتور محمد صبيحي ولبناته فهو أبو البنات يرحمه الله. الفنان القدير فؤاد بخش عبّر عن بالغ حزنه لوفاة عبدالستار صبيحي وقال: عبدالستار فنان كبير بأخلاقه وعطائه ويعتبر عمودًا من أعمدة الفن ذا قيمة إنسانية وكانت علاقته بالفنانين علاقة أخوية فلم يكن لديه أي خصومات أو عداوات مع أي شخص، وأضاف بخش: جدة فقدت فنانًا كبيرًا بعطائه وأخلاقه، والمرحوم أثرى بفنه رصيد الإنتاجات الدرامية وناضل من أجل تطور الحركة الفنية في منطقة مكة، وهو عميد من أعمدة الإذاعة والتلفزيون، وله الفضل في بروز جيل الشباب الذين تعلموا منه الكثير من أساسيات الفن وأصوله، طيب الله ثراه وأسكنه الله فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون. الفنان حسن عبدالله اسكندراني «ابن أخ الفقيد من الرضاعة» قال: هذا الرجل كان وفيًا مع الفنانين ومع الزملاء والمذيعين وهو ممثل من الدرجة الأولى، وهو الإنسان قبل أن يكون الفنان، يتعامل بكل أدب وابتسامة لا تفارق محياه، والساحة الإعلامية والفنية في المملكة فقدت رجلًا رائدًا من رواد المايكروفون والدراما، وقبل وفاته كنا نعمل عملًا جديدًا لرمضان هو عبارة عن مشروع أنجزنا جزءًا منه لصالح قناة الmbc والبرنامج عبارة عن إعداد الطبخات الحجازية الرمضانية باللهجة الحجازية البحتة. وكشف اسكندراني عن أن الفقيد أُصيب بعين قوية بعد خروجة في أحد الأيام من الإذاعة وكان منهكًا ولكن بعد ذلك زاد التعب عليه وهذه العين في رأيي هي من كانت السبب في وفاته بعد أمر الله وحسبنا الله ونعم الوكيل.