احتفل السودانيون الجنوبيون بميلاد دولتهم أمس، عقب استفتاء على الاستقلال نص عليه اتفاق سلام أبرم في 2005 وأنهى عقودا من الحرب الأهلية بدأت منذ 1956م. وأعلن رئيس البرلمان في جوبا عاصمة الوطن الوليد استقلال بلاده أمس، لترى بذلك النور أحدث دولة في العالم إثر تقسيم أكبر بلد في أفريقيا من حيث المساحة. وعمت مظاهر الابتهاج أرجاء البلاد، في وقت شارك عشرات القادة والمسؤولين الأجانب بينهم 30 رئيسا أفريقيا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس السودان عمر البشير في احتفال إعلان الاستقلال. بدوره، أدى سيلفا كير اليمين الدستورية كأول رئيس لدولة جنوب السودان، وذلك بعيد دقائق من إعلان ولادة الدولة المستقلة، ووقع الدستور الانتقالي وأدى اليمين الدستورية، واعدا ب «تعزيز تطور شعب جنوب السودان ورخائه». وأعلن سلفا كير في خطابه في الاحتفال العفو عن الجماعات المسلحة التي تقاتل حكومته وتعهد بإحلال السلام في المناطق الحدودية المضطربة. ودعا مواطنيه الى الصفح عن اعوام الحرب الاهلية مع الشمال. وقال ان يوما سعيدا مثل هذا اليوم ينبغي الا تعكره ذكريات سيئة. ولكن من المهم ان نتذكر ان هذه الارض عانت لاجيال عدة وعلينا ان نغفر، حتى لو كنا لن ننسى. واضاف اعتبارا من اليوم، لا يوجد كبش فداء نحمله اخطاءنا فنحن المسؤولون عن حماية انفسنا وحماية اراضينا ومواردنا. واستطرد أود أن أؤكد لمواطني أبيي ودارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان أننا لم ننسهم. عندما تبكون نبكي. عندما تنزفون ننزف. أتعهد لكم اليوم بأن نتوصل الى سلام عادل للجميع مؤكدا أنه سيعمل مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير لتحقيق ذلك. الى ذلك تهافت المجتمع الدولي بما فيه الولاياتالمتحدة وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي ودول كبرى اخرى، الى الاعتراف بدولة جنوب السودان ، مؤكدا دعمه لها. و قال الرئيس الامريكي باراك اوباما «في حين يبدأ سودانيو الجنوب مهمة بناء بلدهم الجديد الصعبة، تعد الولاياتالمتحدة بأن تكون شريكتهم في سعيهم الى الامن والتنمية والحكم الذي يلبي تطلعاتهم واحترام حقوق الانسان». ووجه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف برقية تهنئة الى نظيره السوداني الجنوبي سلفا كير. واعتبر ان اقامة «علاقات حسن جوار» بين جنوب السودان والسودان سيتيح «تعزيز السلام في وسط افريقيا وشرقها». من جهتها عبرت الصين عن املها في ان يحترم الشمال والجنوب حسن الجوار وان يكونا شريكين وشقيقين الى الابد . واكد الاتحاد الاوروبي انه «يدرس اتفاق شراكة مع جمهورية جنوب السودان ويشجع قادتها على احترام التعددية والتنوع بهدف اقامة مجتمع ديموقراطي تسوده العدالة ويقوم على القانون واحترام حقوق الانسان». وكذلك التزمت بريطانيا وفرنسا بتقديم الدعم لجنوب السودان.