طالب عدد من المطلقات بحضانة أطفالهن الصغار وجعل الحضانة من حق الأم عند زواج الأب لحين بلوغهم السن القانونية، والحد من المخاطر التي يتعرض لها الطفل من زوجة الأب، أو والده نتيجة انشغاله مع أسرته الجديدة، مبينات أن قضية الطفل أحمد جعلتهن يدخلن في دائرة من القلق والخوف على أبنائهن مجددا. «عكاظ» استمعت إلى مطالب عدد من النساء المطلقات ومطالبهن حول حضانة الأطفال. أم هناء امرأة مطلقة تطالب بحضانة ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات، وترى أنها الأحق في حضانتها حتى تكبر، وتضيف «والدها كثير السفر ولا أطمئن على ابنتي أن تكون بعيدة عني، فقد تستفز تصرفاتها البريئة زوجة أبيها ولا تحتمل تلك التصرفات، ما قد يؤدي إلى إيذائها خاصة في ظل غياب والدها المتكرر والدائم عن المنزل». وأشارت أم هناء أنها تخشى من مطالبة طليقها المستمرة في حضانة ابنتهم وأن تدخل معه في خلافات تصل الى المحاكم والقضاء. من جانبها أوضحت «سعاد. ح» أنها تخشى من تعرض أبنائها الثلاثة الى مضايقات الزوجة الثانية وقالت «أعاني منذ أكثر من 5 سنوات من التفكير في أبنائي الثلاثة فهم يسكنون مع والدهم وزوجته، ويعانون من المعاملة القاسية، لاسيما أصغر أطفالي البالغ من العمر 10 سنوات، اضافة الى أنهم يقومون بأعمال وأعباء تفوق طاقتهم، ويشكون معاملة زوجة أبيهم، وقد حاولت الاتصال به كثيرا وطلب حضانة أطفالي إلا أنه يرفض ذلك ، معللا أنني متزوجة، وقد أهمل أطفاله». صالحة .ز طالبت بحضانة طفليها «حسين 11 عاما، وخالد 12 عاما» لعدم تفرغ والدهم وانشاغله بكثرة الزواجات، تقول «والدهم مزواج ومعدد وأطفالي يعانون من الآلام النفسية خاصة حين يشاهدون والدهم كل يوم مع زوجة جديدة، فهم لا يستوعبون ما يقوم به والدهم، وهو ما يعرضهم الى مشاكل نفسية يصعب معالجتها». من جهتها ترى الأخصائية النفسية مناهل الحداد، أن الانفصال أو الطلاق في حد ذاته خطوة صعبة للغاية، ولكن حين يكون للزوجين أطفال، فإن الأمر يكون أشد إيلاما، فقد يتسبب الطلاق في انخفاض الشعور بالأمن والحماية اللذين يتوفران في جو الأسرة بوجود الوالدين. وتضيف الحداد.. تشير الدراسات إلى أن الطلاق يمكن أن يكون مدمرا بالنسبة للأطفال عند وفاة أحد الوالدين، ولكن كل هذا يتوقف على الطريقة التي يدار بها هذا الوضع، فالصبيان هم أكثر عرضة من البنات، مشيرة أن الطفل يمر بفترات مهمة في حياته لا تنتهي قبل سن البلوغ، فيما تعتبر فترة المراهقة، هي الأكثر إيلاما لأنه بحاجة ماسة إلى علاقات تتسم بالاستقرار علاوة على قدرتهم في إدراك الأمور، مؤكدة أن تلبية هذه الاحتياجات هي مهمة صعبة بالنسبة للآباء فهم يعشيون في حالة نفسية تتسم بالحزن والاضطراب والشعور بالذنب حول الطفل. وأوضح الحداد أن الدراسات تؤكد أن حالات انفصال الأزواج تحدث ظواهر نفسية وسلوكية متفاوتة، تكون بسبب عدم قبول الطفل لوضع لم يعتد عليه حين يرى أبويه لم يعودا سويا أمامه كسابق عهدهم، فيصاب بحالة نفسية تؤثر على سلوك حياته سلبا وتجعله أكثر عدوانية. من جانبها ترى الناشطة الحقوقية عالية الفريد: أن الأم هي الأقدر على تلبية احتياجات أطفالها النفسية من الأب مشيرة إلى أن الأم تهتم بتفاصيل واحتياجات أبنائها أكثر؛ نظرا لانشغال الأب، وترى أن وجود الأطفال في حضانة والدتهم في السنوات الأولى من عمرهم وحتى مرحلة المراهقة هي أفضل. وطالبت الفريد بلجنة حكومية أو أهلية تتكفل بحضانة تربوية في حال انشغال الأبوين يكون لها الإشراف الكامل على الأطفال والتواصل مع الأبوين، في جميع شؤون حياتهما وتقوم هذه الحضانة بحل المشاكل، وتأهيل الأطفال بأساليب تحميهم من الدخول في أزمات نفسية نتيجة الانفصال.