تشكل الغيرة معاناة متلازمة لعلاقات بعض النساء فيما بينهن، ما قد يدفعهن إلى تحمل خسائر، مالية تكون مرهقة، في سبيل التفوق على بعضهن من خلال، المقتنيات والإكسسوار، وحتى أجهزة المحمول. فيما تفقد أخريات التحكم العصبي لتتجاوز الغيرة خطوطها الحمراء وإلحاق الأذى بصديقاتها بسبب تصرفاتها العدائية، التي تنعكس سلبا على علاقاتها الحميمة بين مثيلاتها من النساء. عدد من النساء أكدن ل «عكاظ» أن للغيرة معايير تختلف من أنثى إلى أخرى، رافضات أن تكون حاضرة في تصرفاتهن مع الأخريات. تقول بسمة : رغم أنني جميلة، إلا أنني لا أحب أن توجد في المكان الذي أكون فيه فتاة أخرى أجمل مني، فعندما أكون مع صديقاتي وتقف فتاة تعرف إحداهن وتكون أجمل مني، انصرف بهدوء من اجتماعنا وأنا في غاية الاستياء، فكل صديقاتي متوسطات الجمال، ومن طبعي أن لا أرافق من أشعر أنها أكثر جمالا مني، وتؤكد أنها حاولت كثيرا تغيير هذا السلوك الذي يجعلها تتحكم بشكل اللاإرادي حسب قولها ولكن الفشل حليفها. وتؤكد لينا: الغيرة تدفع الفتاة إلى الأمام في بعض الأحيان، فغيرة صديقتي مني جعلتني أشعر أني مميزة، فهي تقلدني بكل شيء، حتى في أسلوب كلامي ولباسي المفضل، فلا يكاد من يرانا أن يفرق بيننا ويعتقد أننا شقيقات، ليس للشبه، فهي لا تشبهني أبدا ولكن لأنها أصبحت نسخة مني في كل شيء. وأشارت لينا إلى أن غيرة صديقتها عززت ثقتها في نفسها، فمن الجميل جدا أن تجد من حولك يقلدونك. وبالتأكيد أنني فتاة مثالية وإلا لما كانت تقضي وقتها وهي تبحث عن ثياب تشابه التي أملكها. من جانبها، أوضحت الأخصائية النفسية نادية اليوسف، أن الغيرة موضوع نسبي نوعا ما، فليست كل أصابع اليد متشابهة، وليست كل الغيرة سيئة بطبيعة الحال، لكن ما يعنينا عندما تدخل الغيرة في الإطار المرضي لا بد لنا من العمل على علاجها، وأغلب الأمراض الجسمانية التي تشعر بها المرأة سببها القلق والتوتر، ويعد الشعور بالغيرة الشديدة من أكثر المشاعر الإنسانية التي تزداد فيها حدة التوتر والقلق، بل إن عملية الضغط النفسي المتولدة من الإفرازات الهرمونية تتسبب في ارتفاع ضغط الدم المؤقت وآلام بمنطقة الرقبة والظهر، حيث تعد من أكثر المناطق تعرضا للتقلص العضلي. وتضيف إن الدافع الأول للغيرة المرضية، هو عدم الثقة بالنفس، ومن هنا فإن من تظهر عليها بوادر الغيرة المرضية كإحساس جديد في حياتها، عليها أن تتوقف وأن تخلو لنفسها قبل أن تطلق لها العنان وتسأل نفسها في صدق: لماذا أغار؟.