قررت منى أحمد الفرار من مجلس «الرقية» بعد أقل من خمس دقائق من بدء الراقية الشرعية التلاوة، فارتفاع أصوات النسوة اللائي تجمَّعن في ذاك المجلس بث مشاعر الخوف والذعر داخلها. تقول: «كنت أعاني من أوجاع مستمرة في معدتي، وترددت كثيراً على أطباء اختصاصيين في أمراض الباطنية، لكنهم أكدوا لي أنني سليمة وخالية من الأمراض». وتضيف: «إحدى صديقاتي نصحتني بالذهاب إلى شيخ، كون المرض الذي بي ليس طبيعياً، وقد أكون محسودة، خصوصاً أن الأوجاع تتكرر بشكل مستمر». وأشارت إلى أنها ترددت كثيراً قبل أن تبدي رغبتها في الذهاب إلى ذلك الشيخ، وتقول: «ضغطت على نفسي للذهاب إلى شيخ، لكني بدأت أشعر بالقلق عندما ارتفع صوته بتلاوة آيات القرآن وأخذت بعض النسوة في الصراخ». وزادت: «قررت الخروج فوراً من تلك الغرفة من دون الالتفات إلى صديقتي التي كانت تناديني بصوت مرتفع»، موضحة أن تلك الحادثة جعلتها ترفض فكرة الذهاب إلى الشيوخ وفضَّلت أن ترقي نفسها في منزلها. منى ليست الوحيدة التي شعرت بالخوف والقلق من مشهد صراخ النساء في مجالس الرقاة، فخلود هارون قررت أن تعالج نفسها كما تقول بنفسها من خلال قراءة سورة البقرة يومياً قبل نومها، تقول: «كنت أعاني من نوبات إغماء متكررة، وعملت على مراجعة عدد من الأطباء الذين أكدوا لي أني لا أعاني من مرض عضوي»، قبل أن تصرّ والدتها على أخذها إلى شيخ بهدف رقيتها، لاعتقادها أن سبب تلك الإغماءات المتكررة «عين حاسدة». لم تستطع خلود إكمال جلسة العلاج لدى القارئ، خصوصاً أن منظر النساء في الحجرة التي تستخدم للقراءة كان مرعباً بالنسبة إليها، تقول: «خرجت من منزل القارئ من دون رغبة في العودة مجدداً، وأخذت عهداً على نفسي بالمداومة على قراءة بعض السور القرآنية بهدف العلاج من المرض الذي أصابني».وتضيف: «مع مداومتي المستمرة على القراءة في المنزل شعرت بتحسُّن من دون الحاجة إلى الذهاب لشيخ يقرأ عليَّ». أما عبير المحمد فلا تختلف قصتها عن الأخريات، تلخص تجربتها بقولها إن «الشعور بالخوف والهلع عند الذهاب للشيخ دفعني لشراء كتيب خاص بالرقية الشرعية وقراءته بشكل مستمر يومياً». وتضيف: «السبب الذي دفعني لذلك هو شعوري الدائم بالضيق والاكتئاب، ولكن مع مداومتي المستمرة على القراءة شعرت بتحسُّن في صحتي».