تحولت رسائل الsms عبر الشات في معظم القنوات الفضائية إلى وسيلة تواصل أساسية بين الأوساط النسائية، بل حلت بديلا عن زيارة العيادة النفسية أواللجوء إلى هاتف الاستشارات الأسرية إلى الفضفضة ونبش الحاضر والماضي لوضع ما فيهما من معاناة على هذا الشريط، إذ ربما لا يمضي يوم، بل ساعة عند البعض من دون أن ترسل أو تتلقى رسالة عبر الشات ما اصطلح على تسميته شيوعا ب«المسج»، إضافة إلى أن المسالة لا تتعلق بعمر المرأة أو ثقافتها، فمعظم النساء جذبتهم موجة شات القنوات الدينية والاجتماعية بدرجة عالية، فإذا لم تكن ترسل فعلى الأقل تستقبل، فإلى أين وصلت ثقافة المرأة مع هذه المسألة؟ وهل دفعتها للبوح بأسرارها في الشات؟. معاناتي مع زوجي أم خالد (نظرة عابرة) جامعية في الثلاثين من عمرها لم تغب الابتسامة عن وجهها، تقول بحماسة: رسائل الsms أجمل ابتكار تقني، تصوروا أنني أرسل في اليوم الواحد أكثر من تسعين مسجا إلى صديقاتي (حارسة السفينة)، (بنت أبوها)، (أسيل) في الشات تتضمن معاناتي مع زوجي وسلطة أهله ووضعي المحرج بينهم، وفي بعض الأحيان تتضمن التهاني والأمنيات الطيبة، أو أشارك في إحدى القضايا الاجتماعية التى تطرح عبر بعض القنوات. لكن نوف (عيوني حزينة) مطلقة تعترف بأنها تحسن استخدام الشات قائلة: بصراحة أشعر بالملل والكآبة فالمرأة المطلقة معرضة بشدة للاكتئاب بسبب إحساسها العميق بوضعها الاجتماعي، إضافة إلى تعرضها لمضايقات الأهل على أساس أنها مطلقة وقابلة للسقوط في حالة الزواج مرة أخرى، لذا أنفس عن ما يختلج في داخلي لبعض الأخوات بصورة عشوائية، من دون معرفة ردة فعلهن فأجد استجابة من البعض ورفضا وتوبيخا من البعض الآخر، ومع ذلك لا أهتم لأن هدفي هو الشكوى. وتعترف منى (عروس الشمال) بأنها هي الأخرى مدمنة شات لكن إدمانها ينصب على قراءة شكوى الأخوات، وهي تمرر على شريط شات فتقرأ في اليوم رسائل عدة بين طلاق وخيانة، وحينما تصل فاتورة الهاتف بداية كل شهر، يغضب زوجي ويطلب مني أن أخفف مشاركاتي في الشات، لكن سرعان ما أجد نفسي منساقة للفضفضة، طالما أن الرجل أصبح مصدر الاكتئاب والتوتر والقلق. 40 رسالة يوميا وترسل فاطمة الشمري «طالبة» أكثر من 40 مسجا في اليوم الواحد للعديد من القنوات الفضائية إلى صديقات الشات لتبادل الآراء حول مختلف القضايا، وتعتبرها ظاهرة حميدة ومفيدة إذا استخدمت في الظروف المناسبة، وتقول: بعض الأخوات يستخدمن الشات في مناقشة مواضيع غير لائقة، أما الفضفضة عن الحياة الزوجية والأسرية، فهي أمور عادية تحدث بين النساء ويجب على الأزواج أو الأهل ألا يعطون المسالة أكبر من حجمها، في حين تكمن أهمية الشات بالنسبة لهدى الدوسري «طالبة» في أنه تستطيع أن تعبر من خلاله عن مشاعرها وأحاسيسها ومشاكلها الأسرية النابعة من أعماقها مادامت لائقة وغير مخلة بالآداب.. موضحة أفضل أن أناقش مواضيعي الخاصة من مشاكل أسرية وعاطفية مع الأخوات في الشات بعيدا عن الأهل والعيادات النفسية. معاناة العانس ولا تخصص وجدان الخالدي (اليتيمة) نموذجا نسائيا دون غيره، فالكل يكتب في الشات، المتزوجة والعانس والمطلقة والأرملة من أجل الفضفضة والوصول إلى حلول لمشكلاتهن، كإحساس العانس أن الوقت يمر وأنها كبرت في السن من دون زواج، وتشعر بالحزن حيث تفقد الحماسة للأشياء والاهتمام بأنوثتها، ولذلك تشعر برغبة في الفضفضة بعيدا عن الأهل. القدرة على التكيف إلى ذلك تشير أستاذة علم النفس في كلية التربية في حائل الدكتورة عزة أن المرأة بضعفها تعتبر أقل من الرجل في التكيف مع ظروفها النفسية والاجتماعية والأسرية، فالرجل يمتاز بقدرته على التكيف، بينما على المرأة الرضوخ للأمر، لذا فإن نسبة المتزوجات أكثر من غيرهن في شات القنوات وأكثر من غيرهن في البوح عن حياتهن الزوجية، فالزوج أحيانا يضغط على المرأة ويسبب لها القلق والخوف وذلك ناتج في عدم التوافق بينهما، والمرأة عاطفية وتحتاج إلى عاطفي، أما غير المتزوجة فالفراغ، وعدم الاستفادة من الوقت بالطرق المثلى، فضلا عن وجود إشكالات نفسية واجتماعية في داخلها، ما يدفعها إلى البحث عن مخرج بعيدا عن العيادة النفسية.