لم تتمالك عبير نفسها من البكاء حين وجهنا لها سؤال كيف هي علاقتك بوالدتك؟ وعبير فتاة تبلغ من العمر 17 ربيعا تهوى الرسم وتصميم الأزياء ومتابعة آخر صيحات الموضة وتحلم بأن تكون يوما من الأيام مصممة أزياء يشار إليها بالبنان، هكذا حاولنا تهدئة عبير لتحكي لنا آلامها فقالت «أنا موهوبة في الرسم منذ كنت طفلة صغيرة، كانت معلماتي في المدرسة يشجعنني دائما على تنمية هذه الموهبة، شاركت في عدة مسابقات على نطاق المدرسة وكنت دائما أفوز بالمرتبة الأولى، لكن والدتي دائما تستهين بموهبتي وتقول بأن هذه الموهبة مضيعة للوقت، والأفضل أن أستثمر وقتها في الدراسة، فهي أي والدتي بعيدة كل البعد عني وعن فهمي، لا أجد منها التشجيع بل التحطيم، وعلى الرغم من أني كنت ألجأ إليها حين أعاني من مشاكل سواء على الصعيد الدراسي أو حتى على الصعيد الشخصي، إلا أنها لا تستوعبني وتعاملني معاملة تجعلني أشك بعض الأحيان أني ابنتها، صديقاتي هن صندوق أسراري وأحيانا معلماتي. فاطمة.ق 15 عاما حدثتنا وهي في شدة ضيقها وألمها قائلة «أمي منفصلة عن والدي وبالكاد تسأل عني، فهي مشغولة بأطفالها من زوجها الثاني التي تكن لهم كل الحب، أحاول الاتصال بها دائما والسؤال عنها، لكنها لا تبادرني الاهتمام ودائما تضع أطفالها وانشغالها بهم هو السبب الذي يجعلها تهملني بعض الشيء على حسب قولها، والدي يلبي لي كل احتياجاتي النفسية والمادية، لكني أحتاج إلى والدتي خاصة في هذا السن، أحتاج إلى حضن أمي كي يضمني لا يوجد لدي من ألجأ إليه، أحيانا أدخل على الشات وأحكي همومي لكل من أتعرف إليه». سعاد. ن 17 عاما تقول «أفكر دائما بالانتحار أو اللجوء لأي شيء يمكن أن يثير والدتي حتى تهتم بي، أو تدرك بأني بحاجة ماسة لها فوالدتي تزوجت في سن مبكرة جدا وأنا أصغر أخوتي، أنجبتنا وربتنا وبنظرها الآن حان الأون الذي ترى فيه نفسها كما تقول، متجاهلة أننا الآن في أمس الحاجة إليها حاولت مرارا وتكرار اللجوء اليها، وكانت دائما تكررا لي نفس الكلام انتهى دوري اعتمدوا على أنفسكم، متنفسي الوحيد هو الإنترنت والخروج مع صديقاتي إلى المقاهي وأشعر بشيء بداخلي حينما أرى صديقاتي يلجأن إلى أمهاتهن حين يصادفن بعض المشكلات، وأنا لا يوجد لدي من ألجأ إليه». من جانبها، حذرت الأخصائية منى الرميح من تجاهل الأمهات لبناتهن وهن في سن المراهقة، مؤكدة أن هذه المرحلة من أخطر المراحل التي ممكن أن تمر بها الفتاة من الناحيتين النفسية والجسدية، والتي من الممكن أن تؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها في حال التجاهل، مشددة على ضرورة الحوار الإيجابي مع المراهقات، والذي غالبا ما يحميهن من الانزلاق في الانحراف، لا سيما أن شلة الرفاق التي ستصبح مرجعيتهن غير مؤهلة أصلا للقيام بتلك المهمة، التي تحتاج إلى خبرة وحكمة تجدها عند الأم.