أصدرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أمس تقريرها الفصلي «والذي يوضح الملامح المناخية والظواهر الجوية التي أثرت في أجواء المملكة خلال ال30 عاما الماضية، وفصل الصيف خلال الفترة من 19 رجب إلى 24 شوال 1432ه لهذا العام». وأوضحت الرئاسة أنه خلال شهر يونيو من كل عام تسقط أشعة الشمس عموديا على مدار السرطان (23.5 درجة على خط الاستواء) إيذانا ببدء فصل الصيف مناخيا في نصف الكرة الشمالي، حيث إن هذا الخط يتواجد على أواسط المملكة فإن كمية الأشعة الشمسية الساقطة تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على معظم مناطق المملكة ما يؤدي إلى انخفاض معدل الضغط الجوي. وأشار التقرير إلى نشوء المنخفض الحراري على شبه الجزيرة العربية المتصل بامتدادات منخفض الهند الموسمي والذي يمتد شمالا وغربا حتى يصل إلى شرق البحر المتوسط، ومن ضمن خصائص هذا المنخفض أن درجة حرارة كتلته الهوائية شديدة الحرارة وجافة وتنعكس درجات الحرارة المسجلة في هذا الفصل على مناطق المملكة، حيث تتراوح العظمى بين 44 إلى 49 درجة مئوية وقد تصل إلى 51 درجة مئوية خاصة على شرق المملكة، ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن درجة الحرارة العظمى المسجلة على محافظة جدة بلغت (52 درجة مئوية)، وفي الأحساء وحفر الباطن (51 درجة) في شهر يونيو 2011م. وصنف التقرير الجزء الأول من هذه الفترة ب «الصيف الجاف» حيث تسود الرياح الشمالية الجافة والحارة التي تنشط على فترات ما يؤدي إلى عواصف ترابية شديدة تبلغ ذروتها وسط النهار تفاعلا مع امتداد المرتفع الجوي المتمركز شمال غرب المملكة وما ينشأ معه من فروقات في قيم الحرارة والضغط على مناطق شرق ووسط المملكة. وحسب التقرير، فإن هذا الفصل لا يخلو من نفحات لطيفة تجعل من مرتفعات عسير، الباحة، والطائف منتجعا يقصده رعايا المملكة ودول الخليج، حيث تصل درجات الحرارة إلى 16 درجة مئوية وربما تتدنى إلى عشر درجات، كما سبق أن سجلت في أبها عام 1994، وإذا أضفنا إلى ذلك تضاريس الجبال وتواجد الجبهة شبه المدارية والمحملة بكميات كبيرة من بخار الماء وتحركها شمالا لتصل إلى أقصى مدى لها على منطقة المدينةالمنورة، وتتسبب هذه الأمور مجتمعة في هطول الأمطار تكون غزيرة في بعض السنوات، وقد سجلت أعلى كمية هطول في هذا الفصل على خميس مشيط (146ملم)، وأبها (112ملم)، الطائف (143ملم) عام 1992م مع نشاط في الرياح السطحية الهابطة والتي وصلت في جازان.