رأى استشاري الفيروسات الطبية ورئيس قسم الفيروسات والتحليل الجزيئي في مستشفى الملك فهد في جازان البروفيسور زكي منور عيسى ، أن مرض التهاب الكبد سي من الأمراض الصامتة ، حيث يكتشف المرض عند المصابين به عن طريق الصدفة عندما يقوم المصاب بالفحص الروتيني أو عند تقدمه لوظيفة أو عند اجراء فحصوصات ما قبل الزواج، حيث يكتشف بأنه مصاب بهذا الفيروس. وأضاف «إن هذا الفيروس يصيب الإنسان وفي معظم الحالات (80 في المائة) لا يشعر الفرد بأي أعراض ، وبالتالي يقوم الفيروس وفي صمت بتدمير الكبد تدريجيا، حيث إنه من المعروف أن هذا الفيروس يتغلب على أجهزة المناعة بطرق مختلفة تمكنه من البقاء وبالتالي التكاثر والتسبب في مضاعفات جسيمة والتي قد تؤدي إلى تشمع الكبد». ولفت إلى أنه منذ اكتشاف الفيروس في عام 1989 عكف العلماء على أبحاثهم لدراسة الفيروس ومكوناته وذلك لإيجاد طرق تمكنهم من مكافحته وتخليص البشرية من مضاعفاته ، ومن المكونات التي ركز عليها العلماء في أبحاثهم عبارة عن مجموعة من البروتينات والتي تسمى البروتينات الشكلية (Structural Proteins) وغير الشكلية (Non-Structural Proteins) والتي لها دور مهم في دخول الفيروس لخلايا الكبد وتكاثره وبقائه في جسم الإنسان. وأحد أهم البروتينات غير الشكلية هو (NS3) حيث له أهمية خاصة في التأثير على الخلية المصابة وجعلها تحت تصرفه وكذلك له دور مهم في بقاء الفيروس ومقاومة الأجسام المضادة كما أن له دورا في تثبيط تأثير الأنترفيرون وبالتالي بقاء الفيروس. وبين البروفيسور منور أن هذا البروتين يتكون من أنزيمين Protease و Helicase ولمعرفة أي منهما له دور في وقف عمل الأنترفيرون قمت بإجراء تحور جيني في Protease و Helicase ثم تعريضهم لللأنترفيرون، واوضحت التجربة أن Protease مهم في تثبيط عمل الأنترفيرون وهذا يعني أن هذا البروتين قد يكون في المستقبل هدفا للعلاج ، وبالتالي السيطرة على الفيروس ، وقد تم نشر وتوثيق هذا البحث في إحدى المجلات العلمية مؤخرا.