كشفت وثيقة رسمية من المديرية العامة للمياه في منطقة المدينةالمنورة حصلت «عكاظ» على نسخة منها عن تعليق جميع مشاريع المياه في الدويمة، بعد تدخل مفتي عام المملكة في بيع أمانة المدينة لزوائد تنظيم واختزال جزء من مساحتها لصالح طريق حنظلة بن النعمان، تبين فيما بعد أنها جزء من مقبرة، وأكدت الوثيقة اكتشاف رفات موتى أثناء عمل المقاول في مشروع تحديث شبكة المياه، ما دفع المسؤولين في المياه لمخاطبة الجهات المعنية للتحقق من القبور قبل تنفيذ المشروع. واستجابت أمانة المدينة لأمر المفتي ونصبت صباح أمس حواجز خرسانية لإغلاق الطريق، ليبرز تغيير موقفها بعد أن كانت رافضة خطوة نبش الطريق بحثا عن القبور قبل نشر «عكاظ» القضية، بجانب محاولاتها للنفي بعد النشر إلا أن الوقائع حالت دون ذلك، حيث وضعت الشركة سبعة حواجز أسمنتية في مدخل منطقة القبور من طريق الهجرة، وسبعة حواجز أسمنتية من مدخل المنطقة من الجهة الشمالية على طريق قباء، وسبعة حواجز أسمنتية في المدخل الرئيسي لحي الدويمة. رصدت «عكاظ» عددا من سيارات الأمانة ترشد عمال شركة المقاولات لأماكن وضع الحواجز، وأفاد أحد عمال الشركة بأن لجنة تتبع لأمانة المنطقة أمرت بوضع الحواجز الأسمنتية، الأمر الذي أكده مصدر في أمانة المدينةالمنورة، مؤكدا بدء عمليات نبش القبور خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي المقابل وقفت «عكاظ» على منطقة القبور، ورصدت بعض الطرق الفرعية السرية والتي لا يعلمها إلا أهل الحي، أصبحت مغلقة ولوحظ عدم وجود أية لوحة إرشادية ترشد سائقي المركبات إلى الطريق البديل، كما رصدت عدسة الصحيفة عددا من السيارات التي تمكنت من اختراق الحواجز الأسمنتية، فيما تحول عدد من أهالي الحي إلى «مرشدين» لإرشاد جميع السيارات العالقة بسلك طرق سرية يعلمونها. يذكر أن نشر «عكاظ» لخبر عمليات بيع تمت لزوائد تنظيمية اكتشفت أنها قبور فيما بعد («عكاظ»: الإثنين 28/05/1432ه)، كشف عن فتوى أصدرها المفتي العام الماضي تلزم الأمانة بإغلاق الشارع ومنطقة القبور، الأمر الذي قاد إلى تسجيل اعتراف وكيل أمين المدينةالمنورة للخدمات صالح القاضي باختزال الأمانة جزءا من الأرض المملوكة بصك شرعي وبيع زوائد تنظيمية خلف الأرض الشرعية اكتشف فيها نحو 37 قبرا، فيما أكد القاضي ل«عكاظ» بدء عمليات نبش القبور بناء على فتوى مفتي عام المملكة والقاضية بإغلاق الشارع، ومن ثم نقل الرفاة والعظام المتناثرة للمقبرة المجاورة («عكاظ»: الثلاثاء 7/06/1432ه). وكانت الأمانة قد وجهت مجموعة من المعدات الثقيلة التابعة لإحدى الشركات المتعاقدة معها إلى جنوب حي الدويمة، لنبش مزيد من القبور، وأفاد مصدر مسؤول أن عمليات النبش ستتجاوز جنوب الحي، حيث ستطال الشارع الرئيس في الحي والواصل بين طريق الهجرة وشارع قباء والمعروف بشارع «حنظلة بن النعمان»، وذكر المصدر أن المساحة الإجمالية المقدرة والمعرضة لعمليات النبش قد تتجاوز 800 متر، لافتا إلى أن تحرك الأمانة يأتي كإجراء سريع ومباشر للفتوى الصادرة من مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بإغلاق الشارع أمام المارة ومن ثم البدء في عمليات نبش القبور.