تكثر أشجار السدر (العروج) في منطقة جازان، ويحكي لنا آباؤنا وأجدادنا عن فرحتهم في الأيام القديمة عند نضج هذه الثمار، فهي تعد فاكهة محببة لهم، ومرعى لمواشيهم، فإلى اليوم تستعمل الأخشاب للبناء، واللحاء تستخدمه النساء للطيب. وقد ذكر السدر في القرآن الكريم في سورة سبأ. وفي مثل هذه الأيام يبدأ ظهور ثمار النبق والتي تختلف حسب الصنف واللون، وتتنوع من صغيرة إلى كبيرة الحجم، وتأخذ أشكالاً متعددة منها الكروي الشكل والتفاحي والبيضاوي حيث تكون البداية في المراحل الأولى بلون أخضر ثم يتحول إلى اللون الأصفر عند اكتمال نموها، ثم الأحمر فالبني المحمر، وقبل النضج تكون الثمار غضة، لاحتوائها على المواد القابضة التي تزول عند النضج. تؤكل ثمار السدر لأنها حلوة المذاق مرتفعة القيمة الغذائية وتعتبر من أنواع الفاكهة المتميزة. كما أن لها استخدامات في الطب الشعبي. فهي مفيدة في حالات أمراض الصدر والتنفس وهي مسهلة ومنقية للدم. وأشار الأطباء إلى فائدة ثمار النبق للمرأة الحامل لما تحتويه من عناصر غذائية ضرورية من سكريات وغيرها. وأكد علماء التغذية أن مسحوق ثمار النبق يماثل الحبوب في القيمة الغذائية، فأطلقوا عليها اسم الحبوب غير الحقيقية. وقديما كان الناس يجففون ثمار السدر ويطحنونها في مطاحن خاصة بها لفصل الطبقة الخارجية المأكولة الحلوة ومن ثم استخدام دقيقها في صنع الخبز وأنواع من الحلوى. أما بالنسبة لأوراق السدر فإنها تستخدم لعلاج الجرب والبثور. ومنقوع الأوراق مفيد في علاج آلام المفاصل والتهاب الفم واللثة. تجفف الأوراق ويصنع منها مسحوق لغسيل شعر الرأس وتقويته وإزالة القشرة منه. كما أن منقوع الأوراق يغسل به الموتى. أما أزهار شجرة «السدر» فإن نحل العسل يرعى عليها ويتغذى على رحيقها وينتج منها عسلاً جيداً ذا قيمة غذائية عالية يسمى «عسل السدر» وهو من أغلى أنواع العسل البري المطلوبة. كما يستخدم مغلي قلف الأشجار كمسكن لآلام الأسنان وملطف للحرارة ومقو عام.