تتوقع وكالات الاستخبارات الغربية أن يكون المتشدد الأمريكي الجنسية اليمني الأصل أنور العولقي المرشح الأكبر لشن هجوم انتقاما لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وأوردت صحيفة «فايننشال تايمز» الصادرة أمس أن العولقي المولود في الولاياتالمتحدة لأبوين يمنيين، والبالغ من العمر (40) عاما، كان العقل المدبر وراء عدد من المؤامرات الإرهابية الضخمة في السنوات الأخيرة. وأضافت أن العولقي، الشخصية البارزة في المجموعة المعروفة باسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كان العقل المدبر لمحاولة تفجير طائرة فوق مدينة ديترويت يوم عيد الميلاد في العام 2009، كما خطط لتفجير طرود مفخخة مخبأة في طائرة شحن متجهة من اليمن إلى شيكاغو في تشرين أكتوبر (تشرين الأول) 2010. وساهمت الخطب المتطرفة للعولقي على شبكة الإنترنت في دفع امرأة إلى محاولة قتل النائب عن حزب العمال البريطاني ستيفن تيمز في هجوم بسكين في مايو (أيار) 2010، كما برز في وقت سابق من هذا العام بأنه الشخص الذي حاول إلهام موظف سابق في الخطوط الجوية البريطانية لتفجير طائرة بهدف قتل مئات الأشخاص. ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني بريطاني قوله «من المؤكد أن العولقي هو الشخص الذي يتعين علينا مراقبته الآن وهدفه الرئيس هو الولاياتالمتحدة، لكن إذا استطاع التسبب في فوضى في بريطانيا أو دول غربية أخرى فسيفعل دون تردد». وأشارت إلى أن رؤساء أجهزة المخابرات الغربية يعتقدون أن العولقي يملك الآن ميزتين رئيستين لتنفيذ مؤامرات ضد الغرب، الأولى قدرته على الوصول إلى المعدات المتطورة لصنع القنابل التي يمكن إخفاؤها بسهولة ويصعب على الماسحات الضوئية الكشف عنها في المطارات، والثانية تحول اليمن، حيث يقيم حاليا، إلى دولة تعاني من اضطرابات سياسية عميقة بسبب اقتراب نظام الرئيس علي عبد الله صالح من نهايته. وقالت الصحيفة إن مقتل بن لادن لا يزال يمثل تطورا إيجابيا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ولعل غياب زعيم لتنظيم القاعدة الرئيس، يمكن أن يزيد من أهمية الجناح اليمني للمنظمة من خلال فتح مساحة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية لممارسة المزيد من النفوذ على الحركة العالمية، لا سيما إذا جاء هذا التأثير في شكل التصديق على شن هجوم كبير. وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما أضافت اسم العولقي إلى لائحة التصفيات بعد اتهامه بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات الإرهابية.