شن نظام العقيد معمر القذافي أمس هجوما واسع النطاق على مدينة مصراتة المحاصرة منذ شهرين، بينما شيع أصغر أبناء الزعيم الليبي وثلاثة من أحفاده في طرابلس. وحاولت دبابات تابعة لقوات القذافي صباح أمس دخول مصراتة من مدخلها الجنوبي الغربي عبر قصف المدينة التي قتل فيها ستة أشخاص على الأقل في قصف ليلي، بحسب الثوار. وقال المصدر نفسه إن «دبابات القذافي تحاول دخول المدينة من الغيران» إحدى ضواحي مصراتة قرب المطار التي تركزت فيها المعارك في الأيام الماضية. وكانت طرابلس قد دعت الجمعة جميع المجموعات المسلحة في مصراتة إلى إلقاء السلاح مقابل العفو، وقالت إن هذه المهلة تنتهي اليوم. وكان النظام الليبي قد هدد أيضا بضرب السفن التي ستدخل ميناء مصراتة. والأحد تعرض ميناء مصراتة المنفذ الوحيد لنقل المساعدات الإنسانية والأسلحة إلى هذه المدينة لقصف عنيف من قبل قوات القذافي قتل خلاله اثنان من الثوار بحسب شهود عيان. وما زالت أربع سفن إنسانية وخصوصا سفينة تابعة للمنظمة الدولية للهجرة تقف مقابل مرفأ مصراتة بانتظار ضوء أخضر من الحلف الأطلسي لترسو في الميناء. وقالت مصادر من المتمردين إن القوات الموالية للقذافي زرعت ألغاما في المياه قبالة المرفأ وما زالت تشل الحركة الاثنين. من جهة أخرى، أفادت مصادر طبية أن المستشفى الرئيس في المدينة لم يعد قادرا على استقبال ضحايا. واتهم النظام الليبي الحلف الأطلسي بالسعي إلى اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي خلال ضربة جوية ليل السبت الأحد أودت بحياة أحد أبنائه سيف العرب القذافي (29 عاما) مع ثلاثة من أحفاده في المنزل الذي كانوا يتواجدون فيه. والأحفاد الثلاثة هم: سيف (سنتان)، قرطاج (سنتان)، ومستورة (أربعة أشهر). ولم يكن سيف العرب المكنى «عروبة» يشغل أي منصب، وقد جاء من ألمانيا حيث كان يدرس في بداية الأحداث. وبعد ساعات من هذه الضربات استهدف هجمات سفارتي بريطانيا وإيطاليا في طرابلس. وذكرت مراسلة لوكالة فرانس برس إن متظاهرين أحرقوا مباني السفارة الإيطالية ومقري إقامة سفيري إيطاليا وبريطانيا. وقررت لندن طرد السفير الليبي لديها بعد هذه الهجمات. وفي لندن، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن السفير الليبي لدى المملكة المتحدة غادر سفارة بلاده في لندن أمس (الاثنين) بعد قرار حكومتها إبعاده عن البلاد. وقالت بي بي سي: إن السفير عمر جلبان يعتقد أنه في طريقه لمغادرة المملكة المتحدة. وكانت بريطانيا قد قررت طرد السفير جلبان ومنحته مهلة 24 ساعة لمغادرة أراضيها ردا على مهاجمة مقر السفارة البريطانية في طرابلس، في أعقاب الهجوم الذي شنته طائرات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) على منزل وأدى إلى مقتل أحد أبناء العقيد الليبي معمر القذافي وثلاثة من أحفاده. وأدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الهجوم على مقر السفارة البريطانية وبعثات دبلوماسية أخرى، واعتبره «انتهاكا لاتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية والتي تتطلب من القذافي حماية البعثات الدبلوماسية في طرابلس».