شن نظام العقيد معمر القذافي أمس هجوما واسع النطاق على مدينة مصراتة المتمردة المحاصرة منذ شهرين بينما يتم تشييع أصغر ابناء الزعيم الليبي وثلاثة من أحفاده في طرابلس. وحاولت دبابات تابعة لقوات القذافي صباح أمس دخول مصراتة من مدخلها الجنوبي الغربي عبر قصف المدينة التي قتل فيها ستة أشخاص على الاقل في قصف ليلي، بحسب الثوار. وقال المصدر نفسه ان "دبابات القذافي تحاول دخول المدينة من الغيران" إحدى ضواحي مصراتة قرب المطار التي تركزت فيها المعارك في الايام الماضية. وقال مراسلون ان عدة انفجارات دوت في المدينة وضواحيها عند قرابة الساعة (4,00 تغ). وسمع اطلاق نار متقطع من رشاشات ثقيلة قبل ان يتوقف. وكانت طرابلس دعت الجمعة "كافة المجموعات المسلحة في مصراتة الى إلقاء السلاح مقابل العفو" وقالت ان هذه المهلة تنتهي الثلاثاء. وكان النظام الليبي هدد ايضا بضرب السفن التي ستدخل ميناء مصراتة. وما زالت أربع سفن انسانية وخصوصا سفينة تابعة للمنظمة الدولية للهجرة تقف مقابل مرفأ مصراتة بانتظار ضوء أخضر من الحلف الاطلسي لترسو في الميناء. وقالت مصادر من المتمردين ان القوات الموالية للقذافي زرعت ألغاما في المياه قبالة المرفأ وما زالت تشل الحركة البحرية. من جهة أخرى، افادت مصادر طبية ان المستشفى الرئيسي في المدينة لم يعد قادرا على استقبال ضحايا. وقال طبيب غربي ان "هناك سبعة أسرة في قسم العناية الفائقة الى حيث نقل ثمانية اشخاص. والجريح الثامن ليس لديه جهاز تنفس ويتناوب الممرضون لجعله يتنفس يدويا. اذا وصل جريح آخر مصاب بجروح بالغة فسيموت". وفي طرابلس، واصل الحلف الاطلسي ضرباته ليلا. وقال شهود عيان ان ثلاثة انفجارات دوت قبيل منتصف ليل الاحد الاثنين في شرق العاصمة الليبية بعد تحليق كثيف لطائرات الحلف الاطلسي فوق طرابلس، حسب ما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس. موالون للقذافي يحملون صورة نجله «سيف العرب» خلال تشييع جثمانه أمس في طرابلس. (أ.ب) وقال هؤلاء الشهود ان مصدر الانفجارات هو شرق المدينة. واتهم النظام الليبي الحلف الاطلسي بالسعي الى اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي خلال ضربة جوية ليل السبت الاحد أودت بحياة احد ابنائه، سيف العرب القذافي (29 عاما) مع ثلاثة من احفاده في المنزل الذي كانوا يتواجدون فيه. والاحفاد الثلاثة هم سيف (سنتان) وقرطاج (سنتان) ومستورة (اربعة اشهر). وقال التلفزيون الليبي انهم دفنوا أمس "بعد صلاة الظهر في مقبرة الهاني للشهداء في طرابلس". ولم يكن سيف العرب المكنى "عروبة" يشغل أي منصب. وقد جاء من المانيا حيث كان يدرس، في بداية الاحداث إلى ذلك، قال متحدث باسم المعارضة الليبية المسلحة أمس إنه يجب أن يلاقي الزعيم الليبي معمر القذافي نفس المصير الذي واجهه أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل في تبادل لإطلاق النار مع القوات الأمريكية. وقال المتحدث العسكري باسم المعارضة العقيد احمد باني إن المعارضة سعيدة للغاية وفي انتظار الخطوة التالية مضيفا أنها تريد أن يقوم الأمريكيون بنفس الشيء مع القذافي. وأضاف أن المعارضة تعلم أن أسامة بن لادن يقاتل ضدها ووصفه بأنه عدو لها مشيرا الى أن المعارضة لديها أدلة على أن متعاطفين مع القاعدة يقاتلونها. ووصف القذافي الذي يقاتل المعارضة التي تسيطر على معظم شرق ليبيا المعارضة بالعصابات المسلحة والجماعات التي تستلهم فكر القاعدة. على صعيد أخر، قامت طائرتان مقاتلتان فرنسيتان من نوع ميراج تشاركان في عمليات الحلف الدولي في ليبيا، أمس بهبوط اضطراري في فاليتا بسبب نفاذ الوقود، بحسب ما اعلنت سلطات الطيران المدني المالطية. وهي المرة الثالثة في اقل من اسبوعين التي تضطر فيها طائرات ميراج فرنسية للهبوط بمطار لافاليتا بسبب خلل فني او نقص الوقود. وحطت طائرتان للمرة الاولى في 20 ابريل بسبب نقص في الوقود نجم عن عطب فني في الطائرة الممونة. وبعد ذلك بثلاثة ايام حطت طائرتا ميراج اضطراريا في مالطا بسبب خلل فني في إحداهما.