كشفت رئيس قسم الأورام في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، الدكتورة ريما الحايك، عن إصابة ألف طفل في المملكة سنويا بسرطان الدم، مشيرة إلى أن سرطان الدم هو أكثر أنواع السرطان انتشارا عند الأطفال، ويصيب في الغالب الأطفال دون سن 12 عاما، وبعض الحالات تشفى تماما من المرض بعد استمرار العلاج في مدة لا تتجاوز أشهرا عدة. وأعلن المدير التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام الدكتور خالد الشيباني، أن مدينة الملك خالد الطبية التي تقدر تكلفتها ب4.565 مليار ريال ستدخل حيز التنفيذ خلال 55 شهرا، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من التصاميم، وإفراغ الأرض التي حصلت الوزارة عليها من أرامكو. جاء ذلك على هامش المؤتمر العالمي (سانت جود المميز للتعاون الدولي) لمرضى السرطان، الذي ينظمه مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، في فندق الشيرتون، والذي سيستمر ليومين، اعتبارا من صباح أمس، برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية سند الخيرية لرعاية أطفال السرطان. وفي تصريحه لوسائل الإعلام ألمح الشيباني، عن وجود دراسة لتوقيع اتفاقية مع مركز سانت جود للبرامج التعاونية، من أجل خدمة مرضى السرطان في المملكة، في ظل نجاحات المركز في كل من الأردن، ولبنان، مركزا على ثلاثة محاور سيتم الاتفاق عليها؛ وهي تدريب الأطباء، والممرضين، وإيجاد برامج للمختبرات، والتعاون البحثي والتعليم المستمر، وآخر ما توصل له المركز من طرق العلاج والأدوية، وسيتم توقيع الاتفاقية بحسب رؤية وزارة الصحة. أوضحت أن مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام يعد نقلة نوعية في الرقي الصحي في المنطقة الشرقية وعلى مستوى المملكة في تطوير وتحديث العلاجات بما يتواكب مع المستجدات في العالم، وشكرت سموها القائمين على إدارة المستشفى على تفانيهم في المثابرة على علاج المرضى، مؤكدة أن كل مريض يستحق العلاج وتمنت سموها أن تتواصل الخدمات التطويرية في المجال الصحي لدعم جميع المناطق، كما أبدت سموها استعداد الجمعية بالتعاون مع جميع المستشفيات في المملكة وما يخدم مرضى السرطان. كما أفادت سموها أن برنامج الأمان الأسري الوطني في المملكة يخطو خطوات حثيثة لربط جميع القطاعات المعنية بالأمن الأسري مع بعضها البعض لمجابهة العنف الأسري والتعامل مع تداعياتها، كما أوضحت سموها أن العناية بالأطفال خاصة، كونهم فئة عزيزة على القلب حيث تشكل ما نسبته 20 في المائة من الأطفال مرضى بالسرطان في المملكة ويستحقون الدعم المالي والمعنوي والاجتماعي. وأوضح أن المؤتمر سيناقش أحدث المستجدات العلمية في تشخيص وعلاج أمراض الدم والسرطان لدى الأطفال، كما سيوفر فرصة تبادل الخبرات بين المشاركين والمتخصصين والمتحدثين على مدى يومين متتالين، وبين الشيباني أن المؤتمر سيقوم بتقديم دورات تدريبية للعاملين في القطاع الصحي بجميع فئاتهم حول تطوير تقنية متابعة سرطان الدم وتشخيصه وكيفية تقديم العناية الخاصة التمريضية والتلطيفية لهذا النوع من الأمراض. وأشار الشيباني إلى أن المستشفى التخصصي في الدمام أصدر سجلا للأورام في المنطقة كشف عن إصابة مائة طفل بسرطان الدم سنويا في المنطقة الشرقية، متوقعا زيادة هذا العدد بحالة مضطردة في الأعوام المقبلة. وحول برنامج زراعة الخلايا الجذعية في المستشفى، أوضح الشيباني عن نجاح ست عمليات تمت خلال المدة الماضية، مؤكدا في الوقت نفسه أن تكلفة علاج المريض الواحد خارج المملكة تصل إلى مليون دولار، كما طمأن الدكتور خالد المرضى بإمكانية علاج مرض السرطان في المستشفى للصغار والكبار بعد الدخول في علاج زراعة الخلايا الجذعية. معلنا في ختام حديثه عن توقيع خمس اتفاقيات مقبلة مع مراكز عالمية في أبحاث ودراسة السرطان في كل من أمريكا وكندا؛ ومنها مركز بافلو للأورام السرطانية. من جهتها وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة ريما الحايك أن المؤتمر سيناقش أحدث المستجدات العلمية في عملية تشخيص وعلاج أمراض الدم وسرطان الأطفال، فضلا عن أنه سيكون هناك خلق نوع من التواصل وتبادر الخبرات بين المشاركين والمتخصصين والمتحدثين في المؤتمر، حيث سيشارك في جلسات المؤتمر 21 طبيبا واستشاريا من «أمريكا وإيطاليا والأرجنتين ولبنان والأردن وعمان وقطر» و19 متحدثا من داخل المملكة. وذكرت الحايك بأنه ستكون هناك دورة تدريبية لفنيي المختبر والأطباء المتخصصين لتطوير تقنية متابعة سرطان الدم وتشخيصه، وسيتم تقديم المحاضرات مباشرة عن طريق الأقمار الصناعية، كما أن المؤتمر سيخصص يوما للتمريض والرعاية التلطيفية والتدريب على كيفية تقديم العناية الخاصة بهذا النوع من الأمراض.