تمركزت قوات المعارضة الليبية المسلحة خارج مدينة أجدابيا أمس وتوقفت عن التقدم لاستعادة المدينة الاستراتيجية خوفا من قوة نيران كتائب القذافي التي تسيطر عليها. وأوضح متمردون يتحصنون على خط الجبهة على بعد خمسة كيلو مترات من المدينة، أن ثلاث ليال من القصف الجوي للقوات الغربية أضعفت قوات القذافي لكنها مازالت تشكل تهديدا. وكانت قوات المعارضة المسلحة قد تراجعت أمام زحف كتائب القذافي المدعومة بالطائرات والدبابات والمدفعية حتى معقلهم الرئيس في بنغازي قبل أن تبدأ قوات التحالف السبت هجومها بناء على قرار من مجلس الأمن الدولي استهدف حماية المدنيين. وسمعت على بعد خمسة كيلو مترات من أجدابيا انفجارات وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد فوق البلدة عند المدخل إلى شرق ليبيا الذي يضم طرقا سريعة تؤدي إلى بنغازي معقل المعارضة المسلحة ومدينة طبرق النفطية الواقعة في شمالي شرق البلاد. وعندما يرى المقاتلون طائرة حربية تحلق عاليا يهللون ويرفعون علامة النصر متقدمين نحو أجدابيا. وتتناقض الفرحة الغامرة للمقاتلين إزاء أزيز الطائرات بشكل صارخ مع خوفهم في الأسبوع الماضي عندما كان نفس صوت الأزيز يعني هجمات طائرات حربية تابعة للقذافي. من جانبها، بثت شبكة «سي إن إن» الأمريكية صورا التقطتها أقمار صناعية تظهر أدلة على أن قوات العقيد معمر القذافي دمرت مسجدا في مدينة الزاوية غربي طرابلس كان يتخذ منه الثوار مقرا لهم. وقالت الشبكة إنها حصلت على صورتين من مصدر استخباراتي، الأولى تظهر الموقع قبل القصف والتقطت في 20 فبراير (شباط)، والثانية بعده وتحديدا في 20 مارس (آذار). ويمكن رؤية المسجد بوضوح في الصورة الأولى وهو إلى الغرب من ساحة الشهداء في مدينة الزاوية ولكن في الصورة الثانية لا يظهر المسجد أبدا. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن الصورتين صدرتا كجزء من الجهود الدولية لزيادة الضغط على القذافي ولإثبات ما تقول قوات التحالف الدولية إنها جرائم ضد الإنسانية ارتكبها الزعيم الليبي ضد شعبه. إلا أن الشبكة الأمريكية قالت إنها لم تستطع أن تثبت صدقية الصور أو وقت التقاطها، إلا أن فريق «سي إن إن» في المدينة قال إن المسجد المقصود كان يستخدم مقرا للثوار.