أرسى التحالف الدولي منطقة حظر طيران فوق ليبيا بعد أن عطل الدفاعات الجوية بقصف صاروخي مكثف أثار انتقادات دولية،حسب ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس. وشنت قوات التحالف ضربات جوية على قوات القذافي حول أجدابيا، فيما تقدم مقاتلو المعارضة في محاولة لاستعادتها. وسمع على بعد 5 كيلومترات من أجدابيا انفجارات وتصاعد أعمدة من الدخان عند المدخل إلى شرق ليبيا الذي يضم طرقاً سريعة تؤدي إلى بنغازي معقل المعارضة ومدينة طبرق شمال شرق البلاد. وقال أحمد الطير المقاتل في الزويتينة (15 كيلومتراً من أجدابيا)، "الغارات الجوية استمرت حتى الساعات الأولى من أمس. المعارضة المسلحة شنت هجوماً في الفجر، فيما شنت القوات الحكومية هجوماً مضاداً. وما زالت تقف عند المدخل الشرقي لأجدابيا". وكان المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا فينس كراولي أعلن أمس أن التحالف أطلق ما بين 10 و12 صاروخاً على أهداف في ليبيا خلال الليل، مشيراً إلى تراجع عدد الضربات الصاروخية بعد إرساء شروط منطقة حظر الطيران والانتقال إلى وضعية الدوريات. كما أعلنت فرنسا استئناف ضرباتها الجوية أمس، بعد فترة استرخاء طوال الليل. وكانت الضربات الصاروخية دمرت مبنى في مقر القذافي في باب العزيزية، كان يؤوي مركز "قيادة وتحكم" للقوات الليبية، وفقاً لمسؤول بالتحالف، الذي نفى استهداف القذافي شخصياً. وقال "نواصل استهدف مواقع تطرح خطراً مباشراً على الشعب الليبي وتعيق إقامة منطقة الحظر الجوي". ويقع المبنى على مسافة 50 متراً من الخيمة التي كان القذافي يستقبل فيها عادة كبار زواره، وفق المتحدث باسم النظام الليبي موسى إبراهيم للصحفيين الأجانب الذين أُقلوا إلى الموقع لمعاينته أمس. كما اصطحب مسؤولون حكوميون صحفيين أجانب إلى مقابر، قيل إنهم دفنوا قتلى القنابل الغربية فيها. وعبر الموالون للحكومة الليبية عن غضبهم ضد الطائرات الحربية والصواريخ التي قالوا إنها قذفت الموت على طرابلس. من جهة أخرى، وجه القذافي "دعوة إلى القبائل الليبية لتنظيم مسيرة خضراء تضم عشرات القبائل تنطلق من كل مناطق ليبيا إلى بنغازي حاملة أغصان الزيتون لحل مشاكلها فيما بينها بطريقة سلمية، ولتفويت الفرصة على الأعداء الذين يسعون لتفتيت ليبيا وسلب ثرواتها". ووعد القذافي بالإفراج عن ثوار من أبناء بنغازي اعتقلتهم الكتائب الأمنية التابعة له، مؤكداً أنهم سيشاركون في هذه المسيرة. وأضاف إن "هذه المسيرة سيرافقها أبناء قبائل موجودة في بنغازي تحفظت عليهم وحدات من الشعب المسلح بسبب قيامهم برفع السلاح في وجهها". ولم تحدد الوكالة موعداً لهذه المسيرة. في المقابل، رحبت المعارضة أمس بمزيد من الضربات الجوية ضد جيش القذافي لكنها ترفض تدخل قوات برية أجنبية. وقال متحدث من ائتلاف 17 فبراير المعارض في بنغازي "ترفض اللجنة وجود قوات برية على الأرض ولكن نشجع قصف جيش القذافي". وتابع أن هدف المعارضين ما زال السيطرة على العاصمة طرابلس، ولكنهم يريدون تحقيق ذلك دون هجوم أجنبي بري. وبدوره رفض المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة التفاوض مع القذافي. وأضاف أن المعارضة تخوض حالياً حرب استنزاف فرضها القذافي عليها ولهذا فهي ترفض التفاوض معه. كما أعلن غوقة أن ما يزيد على ثمانية آلاف شخص من المرتبطين بالمجلس قتلوا. وفي مصراتة، قال متحدث باسم الثوار أمس إن قوات القذافي تأتي بمدنيين من بلدات مجاورة لمدينة مصراتة الواقعة تحت سيطرة المعارضة لاستخدامهم كدروع بشرية. وأضاف "قوات القذافي تخرج الناس من منازلهم بزاوية المحجوب والغيران قسراً وتعطيهم صور القذافي والعلم الأخضر ليهتفوا للقذافي". وتابع "إنهم يجلبونهم إلى مصراتة حتى يستطيعوا دخول المدينة والسيطرة عليها باستخدام المدنيين كدروع بشرية لأنهم يعرفون أننا لن نطلق النار على نساء وأطفال وكبار في سن".