أبدى القاضي الدكتور عيسى الغيث اندهاشه الكبير من حجم التعصب في الوسط الرياضي بعد أن أوضح رأيه في بيان لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم حول منع اللاعبين من التقاضي خارج الرئاسة وتهديدهم بالشطب على خلفية الأحداث التي شهدها ديربي النصر والهلال في دوري زين قبل نحو أسبوعين. ولاحظ الغيث أن معظم منتقديه هم إما متعصبون أو جاهلون في القانون، مشيرا إلى أن معظم ردود الفعل كانت إيجابية، مستغربا اتهامه بأن له ميولا رياضية دفعت للحديث عن قضية عبدالغني ورادوي. مضيفا «لم يسبق لي في حياتي أن ملت إلى أي فريق، وأرجو أن يكون أولادي كذلك ما دامت الرياضة بهذا الشكل للأسف الشديد». وقال الغيث «من طرائف هذه القضية أنه حين نشر كلامي الأول عن الوصف الجرمي وأنه قد لا يثبت القذف على رادوي وإنما السب والشتم لكونه غير صريح وإنما هو كناية وتعريض فقال البعض إنني هلالي وضد النصر، وفي الغد حين نشر كلامي عن عدم جواز منع أحد من التقاضي قال البعض إنني نصراوي ضد الهلال، مع أنني لم أشجع في حياتي أي فريق ولا أعرف اللاعبين إلى أي فريق ينتسبون». وأبدى الغيث أسفه على الواقع الرياضي المليء بالتعصب والهوى الذي بلغ بنا إلى هذا الحد للأسف الشديد. وأوضح «لقد كان دخولي في هذا الموضوع جواباً على سؤال قانوني لا يجوز كتمانه؛ نظرا لأن المجتمع يجب أن تسود فيه الثقافة العدلية والقانونية، فقد تجاوبت للرد على تلك التساؤلات كهدف وطني». وشدد على أن مسألة حق التقاضي للاعبين خارج الرئاسة العامة لرعاية الشباب محسومة بموجب المادة رقم 47 من النظام الأساسي للحكم الذي نص على ذلك، وأن حق التقاضي مكفول لجميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، موضحا أن جهة التقاضي تحكمها الأنظمة والأوامر السامية، داعيا من لديه خلاف في هذا الأمر للمناقشة العلمية والقانونية بعلم وأدب، ومن جهل الموضوع أو كان غير متخصص فلا يقحم نفسه فيما لا يعلمه، فضلا عن أن يسيء إلى غيره، وأضاف «لا نريد الكلام المرسل بلا أدلة قانونية، فالقانون فوق الجميع». وعن تصريح أحد الإعلاميين في برنامج «كورة» على قناة روتانا خليجية حول كلام الدكتور الغيث، قال الغيث «لقد شاهدت أخي العزيز خلف ملفي في البرنامج التلفزيوني يوم الثلاثاء الماضي واعتداءه علي بعدم كفاءتي واحتمال إساءتي إلى الإسلام، وقد طلبت منه عبر أحد المواقع الإلكترونية أن يعتذر، إلا أنه نشر مقالا في صحيفته الإلكترونية ينكر كونه أساء إلي، وهذه المكابرة تعتبر إساءة جديدة، فأول الشهود على إساءته مقدم البرنامج الذي استغرب حديثه وأوقفه للسؤال عنه، وكذلك عموم الناس الذين شاهدوا الحلقة». وأضاف الغيث «ليتنا نلتزم عند الحوار والمناقشة بمنهجية وآداب الحوار بحيث لا يتحدث في أية قضية إلا المتخصص فيها، فأنا تحدثت في تخصصي القانوني ولم أدخل في تخصص رياضي، في حين أنه اعترف بأنه ليس متخصصاً في هذا الشأن، ومع ذلك لم يكتف بمناقشة مسألة ليست من تخصصه وإنما وصل حد الإساءة إلى المتكلم بدلا من الاكتفاء بمناقشة الكلام، فضلا عن وجوب التزام الأدب وعدم الإساءة إلى الآخرين». وزاد «كنت أتمنى منه أن يحظى بشرف الاعتذار فالرجوع إلى الحق فضيلة، وبما أنه كذلك فإنني أعلن أمام الملأ أنني قد تنازلت عن حقي وبدون أي اعتذار ما دام أنه قد عاند وكابر وسامحه الله في الدنيا والآخرة، وأتمنى أن تشيع فينا ثقافة أدب الحوار وأدب الاعتذار وأدب التسامح، فالرياضة تقرب ولا تبعد بين القلوب، ولكن الواقع للأسف خلاف ذلك». وأعلن الغيث تسامحه مع كل من أساء إليه في أية وسيلة إعلامية أو إلكترونية بهذا الخصوص، وقال «قد حللتهم وأبحتهم في الدنيا والآخرة، فمن اعتذر فله أجره، ومن كابر فعليه وزره، وحسبي أنني أسعى في بث التوعية القانونية والعدالة بين الجميع واحترام السيادة الوطنية بالرجوع إلى المحاكم المتخصصة بهذا الشأن».