أوضح ل«عكاظ» الدكتور عيسى الغيث أن ما قام به في إبداء الرأي القانوني والشرعي في قضية القذف والشتم في الملاعب على خلفية اتهام المحترف الروماني في نادي الهلال لكابتن النصر حسين عبدالغني بالشذوذ في الفضائيات يعد من أبواب الاحتساب الشرعي الإيجابي وليس الاحتساب السلبي الغوغائي، مؤكدا على أنه من الواجب علينا جميعا اللحمة الوطنية وبث الثقافة العدلية والقانونية للمساواة بين الجميع، والانتصار للمظلومين المستضعفين والمغلوبين على أمرهم. مبينا أن ما أبداه هو رأي قانوني شخصي مستقل لا علاقة له بمرجعه أو طبيعة عمله وإنما هو بث للثقافة القانونية لمصلحة وطنية، وأشار الغيث إلى وجود الكثير من المخالفات التي تحدث في الوسط الرياضي وتستمر بسبب عدم إيقاع العقوبة الرادعة بها من جهة ومن الجهة الأخرى ضعف الثقافة الحقوقية لدى الوسط الرياضي بشكل عام، استدل على ذلك بتصريحات بعض رؤساء ومنسوبي الأندية عندما ينالون من القرارات التي تصدر من اللجان في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ويصفونها بأنها تافهة أو سخيفة، مبينا أن أي شخص يصف هذه القرارات بهذه الأوصاف يجب أن يحاسب ويعاقب، مؤكدا على أن لهم حق النقد الموضوعي والتظلم القانوني، ولكن بشرطين: العلم والأدب، ودعا الغيث لعدم محابة أحد على حساب آخر، فجميع الأندية كبيرها وصغيرها يجب التعامل معها بعدل ومساواة، وكذلك جميع المسؤولين والإداريين واللاعبين، مشددا على أن العدل واجب بين الجميع، والقانون فوق الجميع، والشريعة الإسلامية شرف للجميع. ولاحظ الغيث مسألة تعرض الحكام في الملاعب للسب والشتم والقذف من قبل اللاعبين أو الإداريين أو رؤساء الاندية أو الجماهير دون أن يحركوا ساكنا، مؤكدا على أن من حق الحكم مقاضاة من يسبه أو يشتمه أو يتهمه في أمانته، وذلك لدى المحكمة الجزائية المختصة وذلك لردع الجميع، مضيفا «لو تم معاقبة أحد بعقاب شرعي رادع فلن يجرؤ أحد على النيل من الحكام أو اللاعبين أو غيرهم في الوسط الرياضي». وطالب الغيث الرئاسة بوضع لجنة للصلح والتوفيق لتقليل القضايا المرفوعة لدى المحاكم، مستدركا «ولكن ليس من حقها منع الراغبين بالتقاضي عن تحصيله، وهذا مثل القضايا الطبية، حيث تبدأ من قبل وزارة الصحة ثم تحال بعد التحقيق إلى المحكمة الطبية التي يرأسها القضاة الشرعيون». وأبدى القاضي في محكمة الرياض استغرابه من انتقاد بعض الكتاب والإعلاميين والعاملين في الوسط الرياضي لتدخل العلماء والشيوخ والقضاة في الرياضة وإبداء آرائهم قائلا «لا يجوز انتقاد دخول علماء الشريعة في مثل هذا الموضوع، فالشريعة هي قانون هذه البلاد، كما أنني دخلت في الموضوع كخبير قانوني وليس كقاضٍ شرعي أو مفتي فقهي، ولكن ينبغي أن يكون تعاطينا مع الرياضة والرياضيين بعلم ومعرفة وتوازن ووقار»، مضيفا «لسنا بعلمانيين نفصل الدين عن الحياة». ورفض الغيث قيام بعض الكتاب بإدخال الشرع في القضايا الرياضية لأجل مصلحة ناديه، مبينا أنه وجد أن البعض يستدل بالآراء الشرعية عندما تكون في قضية لمصلحة ناديه ويرفضها عندما تكون ضد ناديه، مضيفا «ننزه الدين عن أن يستغل في مثل هذه العصبيات الرياضية، وأدعو الجميع إلى الموضوعية والتجرد والخوف من الله واحترام حدوده». ورأى الغيث أن الثقافة الحقوقية في الوسط الرياضي ضعيفة لذلك تتكرر الأخطاء، داعيا الأندية بالاستعانة بقانونيين يملكون خلفيات جيدة خصوصا في المجال الرياضي لأنه لو تحقق هذا الأمر لما حصلت هذه الافتئاتات والتطفلات على الموضوع. وقدم الدكتور عيسى نصيحة للوسط الرياضي بأن يلتزم بثوابتنا الإسلامية والعربية والسعودية ويتمسك بأخلاقياتنا الكريمة، مطالبا بالوقوف أمام هذه المهازل التي تحصل في الوسط الرياضي، والوصول بالرياضة إلى مستوى كبير من المثالية حتى يتعلم أولادنا الأخلاق من الرياضيين وليس السب والشتم والعصبية والسلوكيات الخاطئة، وأعلن الغيث توبته عن الدخول في أي مهاترات رياضية نظرا لحجم التعصب الكبير الذي وجده وأزعجه وما تعرض له من إساءات وإشاعات طالت حتى وظيفته من قبل المتعصبين.