أفرز تركيز أمانة منطقة المدينةالمنورة على تنفيذ المشاريع التنموية المختلفة في الأحياء الشرقية، مناطق عشوائية عديدة في الجهة الغربية للمدينة، تفتقر لأدنى المقومات الحضارية اللازمة للأحياء السكنية الحديثة، ما أدى إلى بروز الكثير من الظواهر السلبية بين أزقتها المظلمة، دفعت العديد من المواطنين إلى ترك منازلهم وتوديع ذكرياتهم والانتقال إلى الأحياء المخدومة تنمويا. وما بين غياب الخدمات والمشاريع التنموية، وهجرة السكان وجد مخالفو الإقامة والعمل ضالتهم المفقودة في الأحياء العشوائية ذات الإيجارات الشهرية المتدنية، وجعلوها نقطة انطلاق لتصدير وممارسة أعمالهم المخالفة والمشبوهة لكافة أحياء المدينة الأخرى. عشوائيات المدينة لم تلتزم أمانة منطقة المدينةالمنورة بدورها في تطوير الأحياء العشوائية في المدينة بل صبت تركيزها على تطوير المناطق الشرقية، وأهملت الأحياء الغربية، ما ساهم في زيادة عدد المناطق العشوائية، وغياب الرؤية الصحيحة والواضحة للجهات المعنية فيما يتعلق بتوزيع الخدمات التنموية والحضارية بشكل متساو ما بين الجهات الأربع. حي السحمان لا يفصل حي السحمان عن أمانة المنطقة سوى شارع واحد تطل عليه نوافذ الأمانة وبالرغم من ذلك منعت الرؤية البعيدة المهندسين من تطوير الحي الذي يعد من أقدم أحياء المدينة وأقربها للمنطقة المركزية، فكافة المشاريع التنموية تجاوزت الحي للأحياء الشرقية ما أدخله في خانة العشوائيات بعدما غطى الظلام طرقاته المهترئة وانتشرت الحفريات في شوارعه الداخلية. خروج الحي ذي السبعين عاما من خارطة التنمية الحضارية، أدخل سكانه حالة من المعاناة بمجرد التفكير في الحصول على المتطلبات الأساسية وأقلها المياه والخدمات الصحية والتعليمية التي يصعب على الأهالي الحصول عليها بسهولة كبقية الأحياء الشرقية. وفيما تتزين المدينةالمنورة لاستقبال الحجاج سنويا، يعاني سكان الحي من إغلاق المداخل والمخارج بباصات الحجاج وسيارات زوار المسجد النبوي الشريف، ما يجعهلم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى منازلهم سيرا على الأقدام. تاريخ القبلتين العريق لم يشفع التاريخ العريق لحي القبلتين لدى أمانة المنطقة لضمه لخطط التطوير التنموية والاستفادة من موقعه الشهير في حي سلطانة التجاري، بل تركته ضحية للعشوائية الطاغية وملاذا آمنا لمخالفي نظام الإقامة والعمل المنتشرين في الحي بشكل كبير. بمجرد الدخول إلى الحي من الناحية الغربية تشعر بوجودك في منطقة أخرى لا علاقة لها بالمدينةالمنورة، سكان الحي يحملون الأمانة مسؤولية عشوائية الحي كونها غائبة عن التواجد الفعلي في الميدان ويقتصر تواجدها على تصاريح المسؤولين التي لم يتنفذ منها شيء حتى الآن ما جعل الحي يغوص في العشوائية فالطرقات المهترئة أصبحت مأوى لتجمعات المخالفين المريبة، ما جعل معدل الجريمة يرتفع في أنحاء الحي العريق، فضلا عن تجمعات المياه في مختلف الأرجاء. ورش داخل الأحياء لم تتوقف مشكلات أحياء عند هذا الحد بل تجاوزته إلى موافقة الأمانة على افتتاح ورش لصيانة السيارات في العديد من الأحياء ما ساهم في انتشار العشوائية والإزعاج في حي يعتبر سكنيا من وجهة نظر بعض السكان المتأملين من الأمانة تصحيح الوضع مستقبلا، بينما فضل الكثير ترك الحي لعمال الورش والانتقال إلى مناطق تصلح للسكن والإقامة. وفيما يصعد سكان الأحياء العشوائية شكاويهم المختلفة، حاولت أمانة المنطقة تصحيح بعض الأخطاء بتنفيذ طرق وجسور في بعض الأحياء كحي الشرقية، إلا أن الأهالي لم يستفيدوا منها خاصة أن الطرقات ضيقة وترتفع وتنخفض في مناطق ما أدى إلى وقوع عدة حوادث مريعة. الجسور والطرقات التي قطعت أوصال حي الغربية ساهمت في رحيل الكثير من الوافدين إلى حي الحرة الشرقية جوار مخططات السديري وأطراف حي العوالي وشارع الحزام، لانخفاض قيمة الإيجارات بسبب عشوائية الحي.