• لا أتذكر من طفولتي إلا القسوة التي عشتها والضرب الذي لم يبارح يوما جسدي، والتهديد بالوعيد في وقت ومكان، ولا يتفاهم أبي الذي يتمتع بمركز مرموق في المجتمع، وأمي مربية الأجيال التي لا تنفك في كل مرة عن معايرتي بأنني لست جميلة، لا يتفاهمان معي إلا بعد ضربهما لي وسماع صرخاتي ورؤيتي وأنا أتلوى من ألم الضرب الذي ما زالت ندباته في جسدي، رغم أنني بلغت العشرين من عمري، هذه المعاملة وهذه القسوة جعلتاني أبحث عمن أشكو له همي ومن يشاركني آلامي، حتى أصبحت أتكلم مع الشباب يوميا، رغم محاصرة أهلي لي وضربهم المستمر، والذي تزداد قسوته في كل مرة يفتضح أمر هذه المكالمات. هذه المعاناة جعلتني أفكر في الهروب من البيت أو الانتحار، لكني خفت على مكانة أبي، ونفس هذا السبب يجعلني أفكر كيف سيكون وضع أبي لو افتضح أمر مكالماتي مع الشباب التي لم أتوقف عنها، رغم أنني في الوقت الراهن مخطوبة من شاب في كثير من الأوقات أريد أن أصارحه بعلاقاتي الغرامية لكني مترددة، ما الحل؟ ناريمان جدة الواضح أنك تعانين من مشكلة نفسية لها بعض الوجوه الواضحة، مثل رغبتك في الانتقام من أهلك لكثرة ضربهم لك، وهناك وجوه أخرى أجزم أنك لم تعيها حتى الآن، فكثرة حديث أمك معك من منطلق أنك لست جميلة قد يكون دفعك للبحث من خلال العلاقات مع الشباب عمن يقول لك أنك جميلة، عكس ما كانت تقوله والدتك، كما أن كثرة العلاقات توصل لك رسالة كنت وما زلت تبحثين عنها وهي قبول الآخرين لك، وبالمقابل، أنت تحملين في نفسك حبا وكرها لوالدك في الوقت نفسه، تحبين مكانته بين الناس، وتشعرين بالفخر أن لك أبا له كل هذه المكانة، وفي الوقت نفسه تكرهين متابعته لك وعقابه لك على كل خطأ ترتكبينه حين تصنعين علاقة مع شاب، ولا ندري ما الذي يترتب على مثل هذه العلاقة من نتائج وسلوكيات، أنت تعلمين علم اليقين أن كل صور العلاقات غير الشرعية بين الرجل والمرأة محفوفة بالكثير من المخاطر والنتائج السيئة، مع ما يكتنفها من متعة وقتية رغم نتائجها السلبية، والواضح أنك من كثرة ممارسة هذه العلاقات صرت لا تملكين الصبر على العيش بدونها، لأنها تشبع حاجة نفسية لديك، وهي أيضا تحقق لك رغبة الانتقام ممن يوقع بك العقاب البدني، أما الآن وقد صرت على طريق صحيح بوجود رجل يمثل لك زوجا ومصدرا للأمان والحنان والإشباع الحلال، فلم يعد هناك أي مبرر للاستمرار في الطريق الخاطئ، أما عن مصارحتك لخطيبك بما كنت تقومين به من مغامرات في الماضي فأمر خاطئ وخطير جدا، ولكنه يحقق لك لو فعلته بعضا مما كنت تبحثين عنه طوال السنوات الفائتة وهو القبول، فأنت لا شعوريا تتصورين أنك لو صارحته وقبلك مع كل ما بدر منك فهو يقبلك وهذا على المستوى اللاشعوري سيريحك، ولكنك نسيت أنه لو سمع منك عن حادثة واحدة فقد تفقدين ثقته، وسيبدأ بالشك بك وعندها ستفسدين حياتك بيدك لا بيد أحد آخر، لذا تذكري أن الله سترك مع كل المشاكل التي كنت توقعين بها والدك وأهلك؛ لذا لا حاجة بك لأن يسترك الله وتفضحي نفسك بيدك، استري نفسك وابدئي حياتك مع رجل، آمل من الله أن يكون لك نعم المعين على البدء بحياة سديدة وسعيدة.